أوقفني في الأدب وقال لي طلبك مني وأنت لا تراني عبادة ، وطلبك مني وأنت تراني استهزاء . وقال لي إذا بلوتك فانظر بما علقتك فإن كان بالسوى فأشك إلي وان كان بي أنا فقد قرت بك الدار . وقال لي إذا رأيتني في بلاتي فاعرف حدك الذي أنت به ولا تغب فيه عن رؤيتي فأن كان نعيما فأنعم وأن رأيته بؤسا فلا تنعم . وقال لي رأس المعرفة حفظ حالك التي لا تقسمك . وقال لي إن راعيت شيئا من أجله أو من أجلك فما هو المعرفة ولا أنت من المعرفة . وقال لي كل ما جمعك على المعرفة فهو من المعرفة . وقال لي إن انتسبت فأنت لما انتسبت إليه لا لي ، وان كنت لسبب فأنت للسبب لا لي . وقال لي خل المعرفة وراء ظهرك تخرج من النسب ، ودم لي في الوقفة تخرج من السبب . وقال لي إن طلبت من سواي فأدفن معرفتك في قبر أنكر المنكرين . وقال لي إن جمعت بين السوى والمعرفة محوت المعرفة وأثبت السوى وطالبتك بمفارقته ولن تفارق ما أثبته أبدا . وقال لي المعرفة لسان الفردانية إذا نطق محا ما سواه وإذا صمت محا ما تعرف . وقال لي أنت ابن الحال التي تأكل فيها طعامك وتشرب فيها شرابك . وقال لي أليت لا أقبلك وأنت ذو سبب أو نسب .
مخ ۱۷