99

مواهب لدونیه

المواهب اللدنية بالمنح المحمدية

خپرندوی

المكتبة التوفيقية

د ایډیشن شمېره

-

د خپرونکي ځای

القاهرة- مصر

ژانرونه

سيرت
وإنما كان فى شهر ربيع على الصحيح ولم يكن فى المحرم، ولا فى رجب، ولا فى رمضان، ولا فى غيرها من الأشهر ذوات الشرف، لأنه ﵇ لا يتشرف بالزمان، وإنما الزمان يتشرف به كالأماكن، فلو ولد فى شهر من الشهور المذكورة، لتوهم أنه تشرف بها، فجعل الله تعالى مولده ﷺ فى غيرها ليظهر عنايته به وكرامته عليه.
وإذا كان يوم الجمعة الذى خلق فيه آدم- ﵇ خص بساعة لا يصادفها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه، فما بالك بالساعة التى ولد فيها سيد المرسلين.
ولم يجعل الله تعالى في يوم الاثنين- يوم مولده- ﷺ من التكليف بالعبادات ما جعل فى يوم الجمعة- المخلوق فيه آدم- من الجمعة والخطبة وغير ذلك، إكراما لنبيه- ﷺ بالتخفيف عن أمته، بسبب عناية وجوده قال تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ «١»، ومن جملة ذلك: عدم التكليف.
واختلف أيضا فى الوقت الذى ولد فيه.
والمشهور أنه يوم الاثنين. فعن. أبى قتادة الأنصارى: أنه- ﷺ سئل عن صيام يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، وأنزلت على فيه النبوة» «٢» رواه مسلم، وهذا يدل على أنه- ﷺ ولد نهارا.
وفى المسند، عن ابن عباس قال: ولد- ﷺ يوم الاثنين، واستنبىء يوم الاثنين، وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين،. ورفع الحجر يوم الاثنين «٣» . انتهى.
وكذا فتح مكة ونزول سورة المائدة يوم الاثنين.

(١) سورة الأنبياء: ١٠٧.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (١١٦٢) فى الصيام، باب: استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر.
(٣) أخرجه أحمد فى «مسنده» (١/ ٢٧٧)، والطبرانى فى «الكبير» (١١/ ٨٥) مختصرا.

1 / 86