مواهب لدونیه
المواهب اللدنية بالمنح المحمدية
خپرندوی
المكتبة التوفيقية
د ایډیشن شمېره
-
د خپرونکي ځای
القاهرة- مصر
ژانرونه
سيرت
عن بريدة عن مرضعته فى بنى سعد أن آمنة قالت: رأيت كأنه خرج من فرجى شهاب أضاءت له الأرض حتى رأيت قصور الشام.
وعن همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله أن أم رسول الله- ﷺ قالت: لما ولدته خرج من فرجى نور أضاء له قصور الشام، فولدته نظيفا ما به قذر «١»، رواه ابن سعد وإلى هذا أشار العباس بن عبد المطلب فى شعره، حيث قال:
وأنت لما ولدت أشرقت ال ... أرض وضاءت بنورك الأفق
فنحن فى ذاك الضياء وفى النو ... ر وسبل الرشاد نخترق
قال فى اللطائف: «وخروج هذا النور عند وضعه، وإشارة إلى ما يجىء به من النور الذى اهتدى به أهل الأرض، وزال به ظلمة الشرك. قال تعالى: قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ «٢» الآية، وأما إضاءة قصور بصرى بالنور الذى خرج معه فهو إشارة إلى ما خص الشام من نور نبوته، فإنها دار ملكه- كما ذكر كعب: أن فى الكتب السالفة: محمد رسول الله ﷺ مولده بمكة ومهاجره بيثرب وملكه بالشام- فمن مكة بدت نبوة نبينا ﵊، وإلى الشام انتهى ملكه، ولهذا أسرى به- ﷺ إلى الشام، إلى بيت المقدس، كما هاجر قبله إبراهيم- ﵇ إلى الشام، وبها ينزل عيسى ابن مريم- ﵇، وهى أرض المحشر والمنشر. وخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم فى صحيحيهما عن النبى- ﷺ أنه قال: «عليكم بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبى إليها خيرته من عباده» «٣»، انتهى ملخصا.
(١) أخرجه ابن سعد فى «طبقاته» (١/ ١٠١) باختلاف يسير. (٢) سورة المائدة: ١٥، ١٦. (٣) صحيح: أخرجه أبو داود (٢٤٨٣) فى الجهاد، باب: فى سكنى الشام، وأحمد فى «مسنده» (٤/ ١١٠، ٥/ ٣٣ و٢٨٨) وابن حبان فى «صحيحه» (٧٣٠٦)، والحاكم فى «مستدركه» (٤/ ٥٥٥)، من حديث عبد الله بن حوالة- رضى الله عنه-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .
1 / 79