وله أيضًا:
على كبَري تهمي السَّحَاب وتَذرف ... ومن جَزَعي تبْكي الحمامُ وتَهْتِفُ
كأن السّحابَ الواكفاتِ غَوَاسلي ... وتلك على فقدي نوائحُ هُتَّفُ
إلا ظعنت ليلى وبان قطينُها ... ولكنّني باقٍ فلوموا وعنِّفوا
وآنستُ في وَجْهِ الصَّباح لبَيْنها ... نحولا كأنّ الصّبحَ مثليَ مُدْنَفُ
وأقربُ عَهْدٍ رَشْفَةٌ بلَّتْ الحَشَا ... فعاد شتاءً باردًا وهو صَيِّفُ
وكانت على خَوْفٍ فولَّتْ كَأنَّها ... من الرِّدْفِ في قيد الخلاخل تَرْسُفُ
وله أيضًا:
مُقْلَتي ضَرَّجَتْكِ بالتّوريدِ ... فدعي لي قلبي ومنها استفيدي
هذه العينُ ذَنْبُهَا ما ذَكَرْنَا ... أيّ ذَنْبٍ لقلبيَ المعمودِ
لو تردّت بحجّة العين ماذا ... لم تعاقب بالدمع والتَّسْهيدِ
بَلَغَ الياسمينُ في القَدْرِ أنْ قَدْ ... لفّ من خدِّها بوَرْدٍ نَضِيدِ
كلّ شيء أتُوبُ عَنْهُ ولا تو ... بة لي من هوى الحسانِ الغِيدِ
من لعَانٍ مِنْهُنَّ غير طَليقٍ ... وسقيمٍ مِنْهُنَّ غير مَعُودِ
شهدت أدْمُعي بوجدي وزوّرْ ... نَ لشاني إذ خانه مَجْلودي
أيُّها اللائمي على الحُبِّ مَهْلًا ... هل تُلامُ الحِمَامُ في التَّغْرِيدِ