مطمح الآمال فی ایقاظ جهله العمال من سیرت الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرونه
[(10)الإمام علي بن موسى (الرضا) (ع)]
( 153 - 203 ه / 770 - 818 م)
ومن شمائل ابنه الإمام علي بن موسى (الرضا) عليه السلام.
قال الشيخ كمال الدين بن طلحة: تقدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزين العابدين بن علي بن الحسين [عليه السلام] وجاء علي الرضا هذا ثالثهما، ولما جعله (المأمون) ولي عهده كره ذلك أناس وخافوا خروج الخلافة عن بني العباس ففروا عنه، وكان إذا دخل الرضا [عليه السلام] بادر من في الدهليز من الحجاب والخدم إلى القيام والسلام عليه ويرفعون له الستر حتى يدخل، فتفاوضوا بعد نفرتهم عنه على الإعراض عنه، وأن لا يرفعوا الستر له، فجاء الرضا على عادته فلم يملكوا أنفسهم أن قاموا وسلموا عليه ورفعوا له الستر ثم أقبل بعضهم على بعض يتلاومون وقالوا: إذا جاء لا نرفعه له فجاء اليوم الثاني، وجاء الرضا على عادته، فقاموا فسلموا عليه ولم يرفعوا له الستر فجاءت ريح شديدة فدخلت في الستر ورفعته أكثر مما كانوا يرفعونه!! فدخل ثم عند خروجه جاءت الريح من الجانب الأيسر فرفعته له فخرج!
فقالوا: إن له عند الله منزلة، ارجعوا إلى ما كنتم عليه فهو خير لكم.
وكان الرضا عليه السلام (بمنى) فمر يحيى البرمكي وعلى وجهه منديل من الغبار فقال الرضا: مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة؛ فكان من أمرهم ما كان.
قال: وأعجب من هذا أنه قال: أنا وهارون كهاتين - وضم السبابة والوسطى - فما عرف معناه إلا بعد موت الرضا [عليه السلام] ودفنه إلى جانبه وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه أحسن جواب، وكان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيام من كل شهر ويقول: ذلك صيام الدهر، وكان كثير المعروف [23ب]والصدقة، وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة، وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح.
مخ ۱۳۴