الباب الثاني [(2) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]
(23ق ه -40 ه / 600 - 661 م)
في ذكر شيء من أحوال أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب كرم وجهه وزهده وورعه؛ وناهيك بإمام[11ب] رباه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأزلفه وهداه إلى مكارم الأخلاق وثقفه.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل (بدء) أمره إذا أراد الصلاة خرج إلى شعاب (مكة) مستخفيا وأخرج عليا [عليه السلام] معه فيصليان ما شاء الله، فإذا قضيا رجعا إلى مكانهما.
ونقل يحيى بن عفيف الكندي قال: حدثني أبي قال : كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب بمكة بالمسجد قبل أن يظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء شاب فنظر إلى السماء حين حلقت الشمس، ثم استقبل الكعبة فقام يصلي، فجاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ثم رفع فرفعا ثم سجد فسجدا، فقلت: يا عباس أمر عظيم.
فقال العباس: أتعرف هذا الشاب ؟
قلت: لا.
قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ابن أخي. أتعرف من هذا الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب، ابن أخي.
أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد.
إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين، وهو عليه ولا على ظهر الأرض اليوم على هذا الدين غير هؤلاء.
وكان عفيف الكندي يقول بعد أن أسلم ورسخ في الإسلام: ليتني كنت رابعا لهم.
مخ ۸۱