الثامن من فصول الباب في بعض ما ورد في حسن الخلق والسخاء
والصدق والوفاء والزهد في الدنيا
قال تعالى: ?ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم،وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم?[فصلت:34،35]، وقال تعالى: ?وإنك لعلى خلق عظيم?[القلم:4].
وفي الحديث ((إن الخلق الحسن ليذيب الخطايا كما تذهب الشمس الجليد، والخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل)) والجليد ما ينزل بالليل مما يشبه الثلج، ولا يكون نزوله إلا في صبابة الشمس.
وفي الحديث أيضا ((ليس شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق وما حسن الله خلق رجل وخلقه إلا أدخله الله الجنة)).
وفيه ((أول ما يوضع في الميزان حسن الخلق، وإن الخلق الحسن يعمر الديار ويزيد في الأعمار)).
وفي الموطأ عن معاذ: كان آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: ((يا معاذ، أحسن خلقك للناس)).
وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)). أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي من حديث أبي الدرداء قال: قال[10أ] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)).
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون [و]المتشدقون [و]المتفيهقون)).
قالوا : يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟
قال : ((المتكبرون)) أخرجه الترمذي. (الثرثار): كثير الكلام، والثرثارون الذين يكثرون الكلام تكلفا وخروجا عن الحق.
مخ ۷۵