364

مطمح الآمال فی ایقاظ جهله العمال من سیرت الضلال

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

ژانرونه

تصوف

قال: لا، قال: ارجع مكانك ولا تخبر أحدا، وفي خلال ذلك أمر أصحابه أن يرفعوا إليه أهل النفاسة ومكارم الأخلاق من عسكره عند الاجتماع ليكافئه على نفاسته، فذكر له عن رجل منهم نفاسة في تصرفاته ومعاملاته وأنه يأتيه الجماعة من العسكر فينعم عليهم بما لا يفعله غيره[110أ] فطلبه وقال: بلغنا عنك نفاسة ينبغي إعانتك عليها فاخرج في الأمر الفلاني إلى الحج، وقد عينا لك ما يعينك على مروءتك، وأركبه فرسا وشيعه حتى خرج عن البندر، ثم بادر إلى موضعه فوجد المال المسروق فيه لم يذهب منه إلا ما ذكر عنه في تصرفه، ثم استعاده فأقر به وقبضه صاحبه.

ومن هذا قصة القاضي (إياس) المشهورة في التواريخ: أنه أودع رجلا مالا عند آخر وغاب، ولما رجع أنكره وشكى إلى القاضي، فأمره بكتم ذلك وطلب الوديع وقال: إنا نريد الخروج إلى مدينة كذا وعندنا تركات مات أهلها ولا نجد أهلا لحفظها غيرك، فإذا جاء يوم كذا جئت بمن يحملها فهي مال عظيم، ثم طلب الرجل وقال: اذهب إليه فإن أنكر فاطلبه الشريعة إلي فلما طلبه الشريعة قال: هذا مالك وما أنكرته إلا مزحا فلا تذكره للقاضي خوفا منه أن تفوته نقل التركات إليه، فلما جاء القاضي قال: أخرنا السفر فعد حتى يأتيك أمري.

والحاصل أن والي الأمر إذا حفظ الله لامتثال أوامره واجتناب نواهيه والنصيحة لرعيته ومن يواليه حفظه الله في مملكته وأراه بحكمته وجوه التي تخفى عن غيره، وفي الحديث: ((اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله)).

مخ ۴۰۸