مطمح الآمال فی ایقاظ جهله العمال من سیرت الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرونه
[نماذج من فراسة بعض أمراء وأشراف مكة]
ومن السياسات المروية عن بعض أمراء (مكة) المشرفة وهو الشريف: الحسن بن أبي نمي فإنه يروى عنه من العمل بالأمارات أمور صادف فيها المراد، فمن ذلك أنه تنازع رجلان مصري وشامي إليه في حمل يدعيه كل منهما ولا بينة وكلاهما يريد ذبحه.
فقال الشريف: اذبحوه واكسروا دماغه عقب ذبحه وأتوني بما فيه، فجاءوا به إليه فحركه بعود وقضى به للشامي ولم يزل بالمصري حتى أقر، فسئل عنه فقال: المصري لا يعلفه إلا بالفول المحض وهو يجمد الدماغ، والشامي يمزجه بالدقيق وهو يميعه.
وتنازع رجلان إليه في جارية كل يدعي أنها له ولا بينة، فأمر بإبعاد الثلاثة ثم جاء[109أ] بحنطة ودعا المصري وقال ما هذا؟
فقال: قمح فأمره بالتأخر، ثم دعا اليماني فقال ما هذا؟ قال بر فأمره بالتأخر، ثم دعا الجارية فسألها فقالت: بر، فقضى بها لليماني ولم يزل بالمصري حتى أقر بها.
وكسر بعض حواصل الفرضه في حده ولم يعرف السارق فأخبر بذلك، فسأل هل رأيتم ثمة شيئا؟ قالوا: خيطا معلقا على الجدار، فجيء به إليه ففركه ثم شمه فوجد فيه ريح عطر وأمر بعرضه على العطارين، فقال أحدهم: اشتراه مني فلان، فدعاه الشريف فسأله فنكل فتهدده وتوعده فأقر بالحق وأخذ منه.
ونهب مال لحاج بالمزدلفة فدعا الشريف الحرسي وسأله.
فقال: لم أر أثرا إلا عصا فأحضرها، ثم دعا الشريف القبائل الذين حجوا فكل يأتي وعصاه بيده قديمة حتى جاء فتى في يده عصا خضراء فسأله عن عصاه.
فقال: سقطت.
فقال: لعلها هذه وألزمه ما ذهب على الحاج فأقر به.
مخ ۴۰۵