346

مطمح الآمال فی ایقاظ جهله العمال من سیرت الضلال

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

ژانرونه

تصوف

فانظر إلى هذه البدعة التي أنسها العمال، وخالفوا بها نصوص الكتاب والسنة، واتخذوها شريعة لهم فإنك تجد الرجل منهم مرتطما في هذه المآثم وهو يرى نفسه أعظم عباد الله تباعدا عنها، وتراه يكثر الصوم والنفل والتلاوة، فإذا فرغ منها وثب على رعيته بما ذكرناه وثوب السبع على فريسته غير مبال بزجر الزاجرين ونهي الناهين، وينسى قوله تعالى: ?ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون?[البقرة:177] وقد يجزيه على الوقوع في هذه المحرمات من يدعي الفقه في الدين ويقول هذا باب من[103أ] أبواب التضمين، فيوقعه في أعظم مما وقع فيه أولا ويكسبه جهلا إلى جهله وإثما إلى إثمه، فالتضمين الذي نص عليه أئمة أهل البيت وشيعتهم كما حققه الفقيه العلامة: محمد بن يحيى بن بهرا ن وغيره من علمائنا رحمهم الله أن الإمام متى ظفر بالظلمة وأعوانهم، وعلم يقينا أنهم قد استهلكوا شيئا من مال الله كان له أن يضمنهم ما أخذوه، فيأخذ من أموالهم ما يغلب على ظنه أنه قدر ما استهلكوا من مال الله، فلا بد من العلم اليقين باستهلاكهم لشيء من مال الله، ولا يكفي الظن في ذلك لتعذر حصول اليقين في الأغلب.

مخ ۳۸۹