### || (الثاني من فصول الباب)
[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ترغيبا وترهيبا)]
أخرج أئمتنا ومسلم من حديث بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له في أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعده خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل))، وحواري الرجل خاصته وناصره، والخلوف جمع خلف - بسكون اللام - وهم الذين يأتون بعد من مضى، ويكونون شرا منهم.
وعنه: ((لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم وآكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود -الآية- ثم جلس وكان متكئا وقال: لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا)). ومعناه تعطفوهم وتردوهم. عند أئمتنا وأبي داود والترمذي.
وعندهم أيضا من حديث قيس بن أبي حازم قال أبو بكر -بعد أن حمد الله وأثنى عليه: يا أيها الناس، إنكم تقرأون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها ?ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم?[المائدة:105]، وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله بعقاب)).
وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيروا فلم يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب)).
وعند أئمتنا والترمذي من حديث حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم)).
مخ ۵۶