مطمح الآمال فی ایقاظ جهله العمال من سیرت الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرونه
فقال: أحضرتك لتشهد إخراج زكاتك إلى المستحقين.
فقلت: الله الله أيها الإمام، كأني مرتاب بفعلك، فتبسم وقال: ما ذهبت إلى ما ظننت ولكن أردت أن تشهد إخراجها، وقلت له: رأيتك وأنت تطوف على المرضى في المسجد وتمشي في السوق.
فقال: هكذا آبائي يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، وأنت إنما عهدت الجبابرة [36أ]، وكان شديد التفقد لأحوال المسلمين منصفا للمظلومين.
قال صاحب سيرته: رأيته ليلة وقد جاء رجل ضعيف إلى المسجد يستعدي على قوم فدق الباب؛ فقال: من ذا يدق الباب في هذا الوقت؟
فقيل: رجل يستعدي.
فقال: أدخله، فاستعدى فوجه معه ثلاثة يحضرون خصماءه وقال: الحمد لله الذي خصنا من نعمه وجعلنا رحمة على خلقه، هذا رجل يستعدي في هذا الوقت، لو كان واحدا من هؤلاء الظلمة ما دنا إلى بابه في هذا الوقت مستعد، ثم قال: ليس الإمام من احتجب عن الضعيف في وقت حاجة ملظة. ودخل علي بن العباس عليه سحرا والشموع بين يديه وقد تسلح لقتال (القرامطة) وقد هجموا بجموعهم قضهم بقضيضهم؛ فرأيته مطرقا فقلت: يظفرك الله بهم ويكفيكهم.
فقال: لست أفكر فيهم فإني أود أن لي يوما كيوم زيد بن علي ولكن بلغني عن فلان -وذكر بعض الطالبية- كذا وكذا من المنكر فغمني.
قلت: ما أحقه عليه السلام بقول الحماسي:
شوس الرجال خضوع الحرب للطالي
لا خوف ظلم ولكن خوف إجلال
إذا احتبى وابتدا بالسيف دان له
كأنما الطير منهم فوق هامهم
وما أحقه بقول الفرزدق في علي بن الحسين [عليه السلام]:
فما يكلم إلا حين يبتسم
مخ ۱۸۱