مطمح الآمال فی ایقاظ جهله العمال من سیرت الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرونه
[نماذج مضيئة من زهده وورعه]
قال في (هداية الراغبين) للسيد العلامة: الهادي بن إبراهيم بن الوزير رحمه الله: لو قال قائل بأن الهادي [عليه السلام] لم يسبقه إلى ورعه هذا أحد من الأئمة والخلفاء لكان صادقا؛ هؤلاء الخلفاء من الصحابة هم قدوة المسلمين وعظماء أهل الدين، كانت لهم أرزاق فرضوها لأنفسهم من ما يسوغه الشرع النبوي - وساق الكلام إلى - ما يدلك على تفرده بزيادة ورع لم يسبقه إليه سواه؛ ومن ورعه [عليه السلام] أن بعض العلوية طلب منه قرطاسا يكتب فيه، فقال للرسول: القرطاس لا يحل له، ودفع إلى الغلام ورقة قطن وقال لغلامه عبيد لله بن حذيف: اشتر لي تبنا أعلفه دوابي.
فقال له: ليس نجد إلا تبن الأعشار.
فقال له [عليه السلام]: لا تشتري لنا منه شيئا وأنت تقدر على غيره، قال: فلم أجد غيره، فأمرت بعض غلمان الخيل فأخذ منه كيلا معروفا حتى نشتري ونرد مثل ما أخذنا، فعلم الهادي فوجه إلى عبيد الله فكلمه بكلام غليظ فقال: أخذنا منه كيلا لنرد مكانه.
فقال [عليه السلام]: لسنا نريد منه شيئا، مالنا وللعشر خذوه فاعزلوه حتى نعلفه من يحل له، ولم يعلف منه خيله تلك الليلة وأمر أن يطرح للخيل قصب ثم قال: اللهم إني أشهدك أني قد أخرجت هذا من عنقي وجعلته في أعناقهم وصاح [عليه السلام] بغلام يسأله عن خرقة.
قال: قد رفعتها، قال: أخرجها إلي؛ فأخرجها من بين ثيابه فلما أخرجها قال للغلام: ويلك تضع خرقة من الأعشار بين ثيابي. وتطهر يوما للصلاة فمسح وجهه بخرقة فاسترجع وقال: هذه الخرقة من العشر ولا يحل لنا أن نمسح بها وجوهنا، ولا نستظل به من الشمس.
مخ ۱۷۹