مطمح الآمال فی ایقاظ جهله العمال من سیرت الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرونه
[بين الرضا (ع) والمأمون]
ونقل: أن المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج فقال للرضا: قم يا أبا الحسن وصل بالناس فامتنع.
فقال المأمون: إنما أريد أن أنوه بذكرك وألح عليه.
فقال الرضا [عليه السلام]: إن أبيت إلا الخروج فإنما أخرج على الصفة التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج عليها.
فقال: افعل، وأمر الناس بالركوب في خدمته فخرج إليهم وقد اغتسل ولبس أفخر ثيابه وخرج ماشيا ولم يركب وقال لأتباعه: افعلوا كما فعلت ففعلوا وساروا بين يديه عند شروق الشمس رافعين أصواتهم بالتهليل والتكبير؛ فنزل الناس عن مراكبهم وساروا بين يديه، وكان كلما كبر الرضا كبر الناس بتكبيره وكلما هلل هللوا بتهليله حتى خيل للناس أن الحيطان تجاوبهم بالتكبير والتهليل وتزلزلت (مرو) وارتفع البكاء والضجيج؛ فبلغ ذلك المأمون
فقال له (الفضل): إن بلغ الرضا افتتن به الناس، وخفنا على دمائنا وأرواحنا وعليك فرده، فبعث إليه يقول: قد كلفناك يا أبا الحسن ولا نحب أن نلحقك مشقة ارجع إلى بيتك فصلى بالناس من كان يصلي بهم قبل فرجع علي بن موسى الرضا وركب المأمون فصلى بالناس.
قال: (هرثمة بن أعين) خادم المأمون وكان معدودا من الشيعة قال: طلبني سيدي أبو الحسن الرضا [عليه السلام] وقال: إني مطلعك على سر يكون عندك لا تظهره في حياتك؛ إنه قد دنا أجلي وإني أطعم عنبا ورمانا فأموت، ويريد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه وأن الله لا يقدره على ذلك، وأن الأرض تشتد عليهم فمدفني في الجهة الفلانية بموضع عينه، فإذا مت وجهرت فأعلمه بما قلت وإذا أرادوا الصلاة علي فليتأن قليلا يأتيكم رجل عربي متلثم على ناقة من جهة الصحراء عليه وعثاء السفر، فينزل عن راحلته ويصلي علي فصلوا معه، فإذا حملت إلى مدفني فاحفر يسيرا تجد قبرا معمورا في قعره ماء أبيض [25ب] إذا كشفت أطباقه نضب فادفنوني فيه.
مخ ۱۴۳