[حياؤه وإغضاؤه وشمائله صلى الله عليه وآله وسلم ]
وأما حياؤه وإغضاؤه وشمائله فكان أشد الناس حياء، وأكثرهم عن العورات إغضاء، قال تعالى: ?ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك?[آل عمران:159]، وقال تعالى: ?ادفع بالتي هي أحسن...?الآية[فصلت:34]، وكان يتفقد أصحابه فمن خاف أن يكون وجد في نفسه شيئا قال: ((لعل فلانا وجد علينا في شيء، أو رأى منا تقصيرا، اذهبوا بنا إليه)) فينطلق إلى منزله؛ وكان يكرم الداخل إليه، وربما بسط ثوبه وآثره بالوسادة؛ وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف في صلاته وسأله عن حاجته - عند أئمتنا وأحمد والشيخين وابن ماجة عن أنس.
وكان أشفق الناس بأمته وأرأفهم وأرحمهم قال تعالى: ?لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم?[التوبة:128] ومن شفقته صلى الله عليه وآله وسلم تألفه لجفاة الأعراب حتى كان سبب إسلامهم.
قال صفوان: والله لقد أعطاني ما أعطاني وإنه لأبغض الخلق إلي، فما زال يعطني حتى أنه لأحب الخلق إلي.
وأعطى أعرابيا ثم قال له: ((أحسنت إليك؟ فقال الأعرابي: لا ولا أجملت، فغضب المسلمون وقاموا إليه، فأشار إليهم أن كفوا، فزاده شيئا ثم قال له: أحسنت إليك؟.
مخ ۴۵