مجاهد: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ يعني لا صاحبه له وهذا كما قال تعالى: ﴿بدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ أي هو مالك كل شيء وخالقه فكيف يكون له من خلقه نظير يسامته أو قريب يدانيه تعالى وتقدس وتنزه
قلت: فتدبر هذه السورة وما فيها من التوحيد الآلهية والربوبية وتنزيه الله عن الشريك والشبيه والنظير وما فيها من مجامع صفات كماله ونعوت جلاله ومن له بعض تصور يدرك هذا بتوفيق الله َ ﴿مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾
وأما قول المعترض المجيب ونوع الشرك جرى في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: أقول هذه البردة متقدمة على زمن شيخ الإسلام ومع لم ينقل عنه فيها كلمة واحدة
فالجواب: تقدم البردة على زمن شيخ الإسلام إن كان كذلك فماذا يجدي عليه وما الحجة منه على جواز الشرك وأيضا فشهادته هذه على شيخ الإسلام غير محصورة فلا تقبل، وهو لم يطلع إلا على النزر اليسير من كلام الإسلام، ولم يفهم معنى ما اطلع عليه، وهو في شق وشيخ الإسلام في شق، وليس في كلام شيخ الإسلام إلا ما هو حجة على هذا المعترض، لكنه يتعلق في باطله بمثل خيط العنكبوت، فان كان يقنعه كلام شيخ الإسلام ﵀، المؤيد بالبرهان فقد تقدم من كلامه ما يكفي ويشفي في تميز الحق من الباطل، وكلامه ﵀: في أكثر كتبه يبين هذا الشرك وينكره ويرده، كما رد على البكري حين جوز الاستغاثة بغير الله ولا يشك من له أدنى مسكة من عقل وفهم أن كلام صاحب البردة داخل تحت
1 / 82