الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وأول من فارق الجماعة في عهد الصحابة ﵃ الخوارج قاتلهم علي ﵁ بالنهروان والقدرية في أيام ابن عمر وابن عباس وأكثر الصحابة موجودون ومن دعاتهم معبد الجهني وغيلان القدري الذي قتله هشام بن عبد الملك وكذلك الغلاة في علي الذي خذ لهم على الأخاديد وحرقهم بالنار ومنهم المختار بن أبي عبيد الذي قتله مصعب بن الزبير ادعى النبوة وتبعه خلق كثير.
ثم ظهرت فتنة الجهمية وأول من أظهرها الجعد بن درهم قتله خالد بن عبد الله القسري والصحابة ﵃ والتابعون والأئمة متوافرون وقت ظهور مبادي هذه البدع لم يلحقهم من ضلال هذه الفرق شناعة ولا غضاضة لأنهم متمسكون بالكتاب والسنة منكرون لما خالف الحق وصح من حديث أنس ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "لا يأتي على الناس زمان ولا والذي بعده شر منه" حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم ﷺ وظهرت بدعة جهم بن صفوان في زمن أبي حنيفة وأنكرها وناظرهم وانتشرت في زمن الإمام أحمد ﵀: والفقهاء وأهل الحديث وامتحن الإمام أحمد فتمسك بالحق وصبر وصنف العلماء ﵏ المصنفات الكبار في الرد على الجهمية القائلين بخلق القرآن المعطلين لصفات الملك الديان كالإمام أحمد في رده المعروف وابنه عبد الله وعبد العزيز الكناني في كتاب الحيده وأبي بكر الأثرم والخلال وعثمان بن سعيد الدارمي وإمام الأئمة محمد بن خزيمة واللالكائي وأبي عثمان الصابوني وقبلهم وبعدهم ممن لا يحصى وهذا كله إنما هو القرون الثلاثة المفضلة ثم بعدها ظهرت كل بدعة الفلاسفة وبدعة الرافضة وبدعة المعتزلة وبدعة المجبرة
1 / 74