الضحاك ومقاتل: مفاتيح الغيب خزائن الأرض وقال عطاء ما غاب عنكم من الثوب وقيل انقضاء الأجل وقيل أحوال العباد من السعادة والشقاوة وخواتيم أعمالهم وقيل ما لم يكن بعد أن يكون أم لا يكون وما لا يكون كيف يكون وانتهى.
قلت ولا يعرف عن أحد من أهل العلم خلاف ما دلت عليه هذه الآيات المحكمات ونعوذ بالله من مخالفة ما أنزل الله في كتابه وما أخبر به عن نفسه وأخبر به رسوله ﷺ وأجمع عليه العلماء فان الله استأثر بعلمه عن خلقه ووصف نفسه بأنه علام الغيوب ونعوذ بالله من حال أهل الافتراء والتكذيب.
وأما قول ولو أن عبارات أهل العلم مثل البيضاوي وأبي السعود والقسطلاني وأمثالهم تجدي إليكم شيئا لذكرناها لكنها تمحى بلفظة واحدة وهي أنهم كلهم كفار فلا نقبل منهم لأحد ومن هذه حاله فلا حيلة به.
فالجوب: أنه ليس للبيضاوي ومن ذكر عبارات تخالف ما قاله السلف والعلماء في معنى الآيات ومعاذ الله أن يقول المجيب إن هؤلاء كفار ولا يوجد عن لأحد من علماء المسلمين أنه كفر أحد قد مات من هذه الأمة فمن ظاهره الإسلام فلو وجد في كلامه زلة من شرك أو بدعة فالواجب التنبيه على ذلك والسكوت عن الشخص لما تقدم من أنا لا ندري ما خاتمته وأما هؤلاء الذين ذكرهم من المفسرين فإنهم من المتأخرين الذين نشأوا في اغتراب من الدين والمتأخرون يغلب عليهم الاعتماد على عبارات أهل الكلام مخالفة لما عليه السلف وأئمة الإسلام من الإرجاء ونفى حكمة الله وتأويل صفات الله وسلب معانيها ما
1 / 71