323

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

ایډیټر

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

خپرندوی

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۳ ه.ق

د خپرونکي ځای

دولة قطر

ژانرونه

د حدیث علوم
الْهَمْزَةُ مَعَ الصَّاد
حديث الإِصبع: "قَلْبُ ابْنِ آدم بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابع الرَّحْمَنِ" (١) الإِصبع هنا صفةٌ سمعيَّةٌ لا يزاد على ذلك، وإليه ذهب أبو الحسن وجماعة من أصحاب الحديث، وقيل: إصبع من أصابع ملائكته، أو تكون خلقًا من خلقه سماه إصبعًا، وقيل: هي كناية عن القدرة أو النعمة، وقيل: هو مثل في أنه لا تعب عليه في الأفعال وإظهار المخلوقات (٢)، كما قال: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق: ٣٨] وأما قوله في الحديث الآخر في قبض السماوات، وقوله: "أَنَا الْمَلِكُ وَيقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا" (٣) ففاعل ذلك هو النبي ﷺ بيده، وباقي الحديث يدل عليه، فلا يحتاج إلى تأويل أكثر من تمثيله للبسط والقبض بذلك.
وقوله: "أَرَأَيْتَ إِن اسْتَأْصَلْتَ قَوْمَكَ" (٤) أي: قتلتهم فلم تُبق لهم أصلًا، استأصلتُ الشيء: إذا قطعتُ أصله.
* * *

(١) مسلم (٢٦٥٤) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
(٢) كل ما ذكره في صفة الإِصبع إخراج لها عن حقيقتها، وأهل السنة يمرُّونها من غير تأويل أو تحريف أو تعطيل أو تمثيل. ولمزيد من الفائدة انظر مقدمتنا في فصل عقيدة المصنف.
(٣) رواه مسلم (٢٧٨٨) عن ابن عمر.
(٤) البخاري (٢٧٣٤) من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، وهذا قول عروة ابن مسعود الثقفي.

1 / 326