310

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

ایډیټر

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

خپرندوی

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۳ ه.ق

د خپرونکي ځای

دولة قطر

ژانرونه

د حدیث علوم
فالتزم ﷺ تأديب ربه إياه حتى في الواجب.
وقيل: هذا على التبري والتفويض وإن كان في واجب، كقوله تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [الفتح: ٢٧]. وقيل: الاستثناء في الموافاة على الإيمان، والمراد من معه من المؤمنين.
وقوله: "لَعَلَّهُ وجَدَ عَلَيَّ أَنْ أَبْطَأْتُ عَلَيْهِ" أي: من أجل أن أبطأت عليه، وقد روي: "أنِّي أَبْطَأْتُ عَلَيْهِ" (١) بالنون والضمير بعدها، وقد تقدم.
وفي حديث ابن عمر: "وأَنَّ الأمْرَ أُنُفٌ" (٢) بضم الهمزة، من الكلأ (٣)، وهو الوافي الذي لم يُرْعَ منه، أي: مستأنف لم يسبق به سابق قدر ولا علم من الله ﷿، وهو مذهب غلاة القدرية وبعض الرافضة، وكذبوا، يقولونه على العموم، وبعضهم يخص البشر فحسب، وعليه أكثرهم الآن، وأَنْفُ كل شيء: طرفه ومبتدؤه (٤)، بالفتح، ومنه الجارحة.
وقوله ﷺ: "آنِفًا" (٥) بالمد والقصر قيدناه في الحديث، وقرأناه في القرآن، أي: قريبًا أو الساعة. وقيل: في أول وقت كنا فيه. وكله من الاستئناف والقرب، ومثله: "أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ" (٦).

(١) البخاري (١٢١٧) عن جابر بن عبد الله، وفي هامش اليونينية ٢/ ٦٦ أنه وقع للكشميهني عن أبي ذر الهروي: "أَنْ أَبْطَأْتُ".
(٢) مسلم (٨) عن ابن عمر.
(٣) قال الزمخشري في "الفائق" ٣/ ٢١٨: أُنُف: أي مستأنف لم يَسْبق به قَدر، من الكلأ الأُنف وهو الوَافِي الذي لم يُرْعَ منه.
(٤) في (د، أ): (ومنتهاه).
(٥) البخاري (٣٣٢٩)، مسلم (٢٣٥٩) عن أنس بن مالك، ووردت هذِه اللفظة غي غير موضع من "الموطأ" والصحيحين.
(٦) مسلم (٤٠٠) عن أنس.

1 / 313