273

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

پوهندوی

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

خپرندوی

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۳ ه.ق

د خپرونکي ځای

دولة قطر

ژانرونه

د حدیث علوم
وكذا للجرجاني، وعند غيره: "إلَى أَنْ كَذَّبَكَ" (١) بـ "إلى" التي هي حرف جر، وكلاهما صحيح، وفي غير هذِه الرواية: "إلى" (٢) للجميع، وهو أبين، أي: ما أردت بفعلك في نقلك ما نقلت إلى أن بلغك تكذيب النبي ﷺ إياك، وتكون: "إلى" هاهنا على أظهر معانيها للغاية، وقد تكون هاهنا بمعنى "في"، وهو آكد وجوهها، أي: صرت في صفة من كذبه كما قال:
... ... ... ... ... ... ... ... كَأَنَّنِي (٣)
إِلَى النَّاسِ مَطْليُّ بِهِ القارُ أَجْرَبُ (٤)
أي: كأني في الناس، فيكون تقدير الحديث: ما مرادك في أن كذَّبك النبي ﷺ؟ ويكون تقديره على الوجه الآخر: ما فائدة قصدك إلى ما وقعت فيه من تكذيب النبي ﷺ إياك، أي: لم يُجْدِ عليك ما فعلت إلاَّ تكذيب النبي ﷺ.
وأما حديث عمر وأبي بكر في قصة بني تميم، في تفسير سورة الحجرات: "مَا أَرَدْتَ إلى خِلَافِي أَوْ: إِلَّا خِلَافِي" كذا الرواية في الباب الثاني على الشكِّ (٥)، وهما بمعنى ما تقدم، وعند الأصيلي هنا: "إليَّ

(١) البخاري (٤٩٠٤).
(٢) البخاري (٤٩٠٠).
(٣) في (س): (كأني)، والمثبت من مصدر التخريج.
(٤) عجز بيت للنابغة الذبياني صدره:
فَلَا تترُكَنِّي بالوَعِيدِ
انظره في "ديوانه" ص ٦، وإليه نسبه غير واحد.
(٥) البخاري (٤٨٤٧) من حديث عبد الله بن الزبير.

1 / 276