د خواستونو غوښتنې په آل رسول کې ګټې
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
ژانرونه
بأعيانها، وذكر كيفية قذفه بحقه لإزهاق باطلها وكف غلوائها وإرهاق عصبها صعود بوارق قاض عليها بشقائها.
وقد تضمن هذا الفصل من وقائعه المذكورة ومواقفه المأثورة ما فيه غنية كافية وكفاية مغنية، فإنه قد ملك عصم الشجاعة وإنه أكفأ أكفائها ومن تأمل إقدامه ((عليه السلام)) في مأزق وقائعه ومضائق مواقفه ومعارك كره على الأبطال وهجومه على الأقران وافتراس نفوس أخصامه، قاطعا بحسامه رقاب الهام ومفلقا بشباه مفارق الرءوس وقادا بحده أوساط المارقين، وشاهد غلظته على أعداء الله واستئصال شأفتهم وتفصيل أوصالهم وتفريق جموعهم وتمزيقهم كل ممزق، غير ثان عن عزمه وأعمال بطشه عن الاقدام على الصفوف المرصوصة والكتائب المرصوفة والكراديس المصفوفة، مبددا شمل اجتماعها مشمرا عن ساق شجاعته لها موغلا في غمرات القتال مولعا صارمه في دماء الطلا والاحشاء، تحقق واستيقن ان هجيراه مكابدة الحروب وإدارة رحاها، وأنه إليه في جميع الأحوال مردها ومنتهاها وأنه فيها قدوة شيخها وكهلها وفتاها، وعلم علما لا يعترضه شك أن الله (عز وجل) قد آتاه خصائص تكاد توصف بالتضاد وحلاه بلطائف تجمع أشتات التعاند، اذ هذه الشدة والبطش والغلظة والبأس والقد والقط وشق الهام وخفة الاقدام وتذليل الجحاجح، وإذلال الكماة والزاق معاطسها الآبية بالرغام من خشوعه وخضوعه راغبا وراهبا، وتدرعه من الزهادة والعبادة بسربال سابغ ورداء سابل، واتصافه ((عليه السلام)) برقة قلب وهموع طرف وانسكاب دمع وتأوه حزين [وإخبات] منيب، وشظف عيشه وجشب غذائه، وتقلل قوت وخشونة لباس وتطليق الدنيا وزهرتها ومواصلة الأوراد واستغراق الأوقات بها، والإشفاق على الضعيف والرحمة للمسكين والتحلي بخلال خير لا تتأتى إلا لمنقطع في كن جبل لا يصحب إنسا، ولا يسمع من البشر حسا مع المبالغة في معاتبة نفسه على التقصير في الطاعة وهو مطيل في العبادة.
مخ ۱۷۲