لا أعلم كيف وصل الخبر لطلاب المدرسة، وبعض المدرسين وناظر المدرسة، وتقابلنا في بيت معلمتي. كان مع الطلاب أخي وابن عمي، وبعض السود من المسيحيين الذين جاءوا من بعيد.
من الأشياء التي تعجبت منها، أن اسم معلمتي كان «ياسمين» في المدرسة، ولكنهم كانوا يقولون رحم الله المعلمة «مريم بولص». الاسم الجديد أثار حفيظة مزيون، وهمس في أذني: «لماذا غيروا اسمها بعد الموت؟» قلت له دون تفكير: «إن كل سيدة اسمها مريم، حين تخرج من البيت تسمى ياسمين.»
القماش الأبيض
حضرت بعض نساء العائلات السود من البلدات المجاورة، لخطبتي، وكانت فكرة الزواج مطروحة في العائلة، وكان جدي يرد على النساء: «يصير خير.»
كأني أصبحت فاكهة طازجة، ومن يا ترى سيقطفني؟
عائلتي شجرة صغيرة، ولا تقدر على حماية الفواكه من مناقير العصافير.
أنا كبرت. لقد تزوجت أمي، وهي في الخامسة عشرة، وجدتي منذ ولادتها وهي أم. أشعر حين أغير ملابسي أمام المرآة، أني سيدة كبيرة، فأغلق الباب.
أرقص أمام المرآة، فأجيد الرقص، وأجيد التخيل، كما أني بارعة في النوم على السرير، مع أني طوال حياتي أنام على فراش على الأرض.
حين جلب والدي الأسرة، سقط إخوتي كلهم على الأرض، وبكوا من وجع السقوط، وأنا لم أسقط.
عرفت أني كبرت حين تخليت عن لعبتي «زينة»، ولم أعد أحملها كثيرا، كبرت وتأكدت أني كبرت، حين صرت أوشوش المساند بأسراري.
ناپیژندل شوی مخ