سأغرب من هنا. وما تضرعت إليك من جل هذا.
كريون :
ولماذا هذا النضال إذن؟ لماذا لا تهجرين هذي البلاد؟
ميديا :
هبني يوما واحدا أجمع فيه شتات فكري، وأدبر طريق سيري، وأعد لابني مئونة متواضعة، ما دام أبوهما لا يبدي نحوهما عناية. كن بهما شفيقا، فإن لديك أطفالا، ولست أشك في أنك تحس بعطف الأبوة. إني لا آبه بنفسي؛ إذ لا بد لي من أن أخرج من هنا طريدة، ولكني أبكي من أجل همهما.
كريون :
ليس قلبي وحشيا عديم الإحساس، وإنما تعمره الشفقة التي كثيرا ما آذتني. ولذا فإني الآن أمنحك ما تطلبين، وإن تكن الحكمة تحدثني بأني أسلك سبيل الخطأ. ولكن أصغي إلي جيدا، إذا طلعت عليك وعلى ابنيك شمس الغد المشرقة وأنت ما زلت في هذه البلاد فجزاؤك الموت. هذه كلمتي أصدرها، وسوف تجدينها صادقة. إني أجيزك يوما واحدا إن كانت تدعوك إليه الحاجة. فإنك لن تستطيعي أن تقومي بالفعال الشنيعة التي أخشاها في هذا الزمن الوجيز.
ميديا والجوقة
الجوقة :
أيتها المرأة التعسة، أي طريق تسلكين وأنت بائسة في هذا الموقف اليائس؟ أي بيت وأي بلد كريم سوف تجدين موئلا لأحزانك؟ آه. إن مصيرك ينقلب منحدرا نحو هاوية من الشقاء.
ناپیژندل شوی مخ