يا ولايات بالاس، ويا بروج أثينا الشاهقة، ما أشد خسارتك بحرمانك من مثل هذا الرجل! وا شقوتاه! إن عقلي يا فينس سوف يذكر هذه الآلام في كثير من الأحيان!
الجوقة :
لقد حل هذا الحزن العام بأهل المدينة جميعا على غير انتظار. وسيذرف في سبيله الدمع الغزير؛ لأن نهاية العظماء التي تستحق الأحزان تصيب القلب في الصميم.
أفجنيا
تمهيد
كان أجاممنن الميسني ملكا على آرجس، وأخوه منلايوس بحق زواجه من هلن ابنة ليدا وتندارس - أو ابنة زيوس نفسه كما جاء في بعض الأساطير - ملكا على أسبرطة. وقد تزوج أجاممنن من كليتمنسترا شقيقة هلن عنوة واقتدارا. أما هلن فقد اختارت منلايوس بعلا لها من بين مئات الخاطبين الذين يطلبون يدها. وقد أقسم الخاطبون الذين لم يظفروا بالاقتران بها أن يقبلوا على معونة زوجها المختار إذا اعتدى عليها معتد أو خطفها خاطف. وذات يوم تمكن بارس بن بريم ملك طروادة من إغراء هلن بالفرار معه إلى أسبرطة. حينئذ هب منلايوس يطلب النجدة ممن تعهدوا بها فلبوا نداءه طائعين. وتجمعوا في أولس وعهدوا بالقيادة إلى أجاممنن أقواهم جميعا. ولكن الريح تراخت ولم يتمكن أسطولهم من التحرك إلى بلد العدو؛ وذلك لأن أجاممنن كان قد نسي عهدا أخذه على نفسه للآلهة عند زواجه بكليتنمسترا وذلك رغم اعتقاده في الآلهة وتقواه. وإلى أن يفي بهذا الوعد ويضحي بابنته أفجنيا لآلهة الصيد لن ترسل الآلهة الريح التي تدفع أسطوله إلى طروادة. وقصة التضحية بأفجنيا للآلهة هي موضوع المسرحية الأولى «أفجنيا في أولس».
وأقلع أجاممنن إلى طروادة وقاتل عشر سنوات متتابعات ظفر بعدها بالنصر المبين، ولكن زوجه كليتمنسترا لم تنس قط تضحيته بابنتها، فأحبت غيره في غيبته انتقاما منه. فلما عاد من القتال اشتركت مع زوجها الجديد في قتله. وأبعدت ابنها أرستيز شقيق أفجنيا إلى فوكس يتلقى تربيته الأولى هناك. وجاءت الأنباء الكاذبة بموته في المنفى، فاحتفلت الأم وزوجها بخلاصهما منه. ولكن أرستيز عاد إلى آرجس مع صديقه بلديز شابا فتيا، والتقى بأخته ألكترا، وقتل أمه وزوجها انتقاما لأبيه. ثم لاذ بالفرار، وظل ينتقل من بلد إلى بلد يؤنبه ضميره على قتل أمه رغم أنه كان في ذلك ينتقم لأبيه، ولكنه في خلال تجواله التقى بأخته الكبرى أفجنيا؛ وذلك لأن الآلهة كانت قد أنقذت أفجنيا من الموت واحتفظت بها في مكان بعيد.
وكان في لقاء الأخ بأخته راحة نفسية لأرستيز وخلاص لأفجنيا من بعد النوى، واستحوذ أرستيز على تمثال الآلهة أرتيمز، فأزال ذلك عنه لعنة الأرباب.
ولقاء أرستيز بأفجنيا هو موضوع المسرحية الثانية: «أفجنيا في تورس». وأصبح أرستيز بعدئذ ملكا على ميسيني وآرجس، وتزوج من ابنة عمه منلايوس وخلفه في الملك على أسبرطة بعد وفاته. وظل يحكم هذه الولايات الشاسعة حتى تقدمت به السن ولدغته أفعى فمات.
أفجنيا في أولس
ناپیژندل شوی مخ