توهم (23) أن له بذلك حال زائدة على كونه حيا وعالما. وقال الأكثرون : إن المرجع بذلك إلى كونه حيا لا آفة به. وقال البغداديون (24) [من المعتزلة] : المرجع بذلك إلى كونه عالما بالمسموعات والمبصرات.
واحتج النافون لهذه الحال بأنه لو كان له بكونه سميعا حال زائدة على كونه حيا لا آفة به ، جاز أن يعلم إحدى الحالتين منفكة عن الاخرى ، لكن ذلك محال ، إذ كل من عرف حيا لا آفة به ، عرف أنه سميع بصير. (25)
ولأنه لو كان له بذلك حال ، لكان لتلك الحال حكم مغاير لحكم كونه حيا ، وقد عرفت أن الحي هو الذي يصح أن يسمع ويبصر كما يصح أن يعلم ويقدر.
مخ ۴۸