عليه حاله دخل عليه بنوه فقالوا أتريد أن تموت حتى تستريح مما أنت فيه قال لا قالوا فما تريد قال ما لي إرادة أنا العبد وللسيد الإرادة في عبده والحكم في أمره وقيل اشتد المرض بفتح الموصلي وأصابه مع مرضه الفقر والجهد فقال إلهي وسيدي ابتليتني بالمرض والفقر فهذا فعالك بالأنبياء والمرسلين فكيف لي أن أؤدي شكر ما أنعمت به علي
فصل
اعلم أن الدعاء يدفع البلاء وزوال المرض وحفظ الولد لا ينافي الرضا بالقضاء فقد تعبدنا الله سبحانه بالدعاء وندبنا إليه وحثنا عليه وجعل تركه استكبارا وفعله عبادة ووعد بالإجابة ودعا الأنبياء والأئمة (ع) وأمروا به وما نقل عنهم خارج عن حد الحصر وقد أثنى الله تعالى إلى الداعين من عباده فقال- يدعوننا رغبا ورهبا ومن وظائف الداعي أن يكون في دعائه ممتثلا لأمر ربه تبارك وتعالى بالدعاء في طلب ما أمره بطلبه وأنه لو لا أمره به وإذنه له فيه لما اجترأ على التعرض لمخالفة قضائه وفي الحقيقة هذا نوع من الرضا لمن فهم مواضع الرضا وأدب نفسه وقام بوظائف الدعاء ومن علاماته أنه إذا لم يجب إلى مطلوبه لا يتألم من ذلك من حيث عدم إجابته-
مخ ۹۸