لم تصبها حفلة العشاء هذه بالإرهاق مثلما أصابها صنع ملابس الوصيفات، لكنها بلغت مرحلة صارت تمتلك فيها نظرة غير ودودة ومظهرا شاحبا قاسيا، كما لو كان ثمة العديد من الأشياء التي يجب أن تعيد النظر فيها.
قال كولن: «لن يرغب في البحث عن محرك آخر ... كيف سيستطيع تحمل تكلفة محرك آخر؟ يدين لسيلفيا بثمن ذلك المحرك. على أي حال، يريد محركا كبيرا. يريد أن يحصل على القدرة الكبيرة له.»
قالت جلينا: «هل يصنع ذلك أي فرق؟» «بالطبع، يصنع فرقا، في سرعة الانطلاق وفي القدرة. بالطبع، محرك كهذا يصنع فرقا.»
ثم رأى أنها ربما لم تكن تقصد ذلك. ربما لم تكن تعني «هل يصنع المحرك أي فرق؟» ربما كانت تعني «إذا لم يكن هذا، فربما يكون شيئا آخر.» (جلست على الحشائش؛ كانت تصقل أغطية الإطارات. كانت تتشمم الجوانب الداخلية للباب . قالت: «دع لينيت تختر اللون».)
ربما كانت تعني: «لماذا لا تتوقف عن التفكير في الأمر؟»
أفرغ كولن محتويات سلة المهملات في الكيس البلاستيكي وربطه عند طرفه الأعلى. «لا أريدك أنت ولينيت أن تركبا معه، لا أريد ذلك.»
قالت جلينا في صوت رقيق، مندهش: «كولن، لن أفعل ... هل تعتقد أنني سأركب معه في تلك السيارة أو أدع لينيت تركب معه؟ لن أفعل ذلك أبدا.»
أخرج كيس القمامة وبدأت هي في مسح الأرضية. عندما عاد، قالت: «كنت أفكر في شيء. كنت أحدث نفسي قائلة إننا سرعان ما سنستبدل قرميدات ذات اللونين الأبيض والأسود بتلك الألواح القديمة التي لن يكون بمقدورنا تخيل شكلها. لن يكون بمقدورنا تذكر ذلك. يجب أن نلتقط بعض الصور لها بحيث نستطيع أن نتذكر ما قمنا به.»
ثم قالت: «أعتقد أن نانسي تميل في بعض الأحيان إلى المبالغة في الأمور. أعني فيما يتعلق بي وبلينيت. لكنني أعتقد أنها تبالغ حقا.»
كانت جلينا قد فاجأته، في حقيقة الأمر، بالطريقة التي كانت تتصور بها الأشياء؛ المنزل، كل غرفة فيه، في صورته النهائية. كانت قد رصت الأثاث الذي لم يكونا قد اشترياه بعد؛ واختارت الألوان بما يتماشى مع اتجاه التعرض للشمس سواء من الجهة البحرية أو القبلية، وضوء الشمس في الصباح أو المساء. كانت جلينا تستطيع أن تحتفظ في ذهنها بترتيب متتال للغرف، ترتيب محدد، متناغم، ومفهوم، من قبلها تماما.
ناپیژندل شوی مخ