تقول ماجدة: «ألم تقم بذلك إيزابيل؟ ... ألم تصنع إيزابيل الكعكة؟»
تقول دينيس، التي صار صوتها حذرا وآسفا قليلا: «لم يكن الموقد يعمل.»
تقول ماجدة: «آه ... ما المؤسف في التجربة إذن؟» •••
عندما تصل دينيس، وبيتر، ووالدهما إلى المنزل الخشبي كل صيف من أوتاوا، تكون جدة الأطفال صوفي موجودة هناك بالفعل، قادمة من تورونتو، ويكون المنزل مفتوحا، مهوى، ومنظفا قدر الإمكان. كانت دينيس تجري عبر الغرف خافتة الإضاءة التي تشبه الكهوف وتحتضن الوسائد المتكتلة، صانعة نوعا من القصص الدرامية للتعبير عن سرورها لوجودها في المنزل. لكنه كان سرورا حقيقيا. كانت تفوح من المنزل رائحة أجزاء خشب أرز موطوءة، رطوبة لم تبدد قط، ورائحة فئران الشتاء. كان كل شيء دوما كما هو. كانت توجد هنا لعبة الورق المملة التي كانت تستخدم في تعليم أسماء الزهور البرية الكندية، ولعبة سكرابل، ضاع منها حرفا واي ويو، كما توجد الكتب المريعة التي لا تقاوم التي تعود إلى طفولة صوفي، كتاب كرتون عن الحرب العالمية الأولى، الأطباق غير المتجانسة، صحون الفناجين المكسورة التي كانت صوفي تستخدمها كمرامد، السكاكين والشوك ذات المذاق الباهت، الغريب والرائحة التي كانت تبدو إما مثل رائحة المعدن أو مياه غسيل صحون.
كانت صوفي هي الوحيدة التي تستخدم الموقد. أعدت بطاطس مشوية غير ناضجة، وكعكات لم تنضج بعد في الجزء الأوسط منها، ودجاجا لا تزال هناك دماء في عظامه. لم تفكر قط في استبدال الموقد. هي ابنة رجل ثري، لكنها فقيرة الآن؛ كانت أستاذا مساعدا متخصصة في اللغات الإسكندنافية، وخلال معظم حياتها العملية، كانت تعتقد أن معظم زملائها فقراء؛ فقد كان لديها عادات إنفاق غريبة. كانت دوما تغلف مجموعة من الشطائر لتأكلها في رحلات القطار، ولم تكن تذهب إلى مصفف الشعر قط، لكنها لم تكن لتحلم قط بإرسال لورنس إلى مدرسة عادية. كانت تنفق المال على المنزل الخشبي على مضض، لا لأنها لم تكن تحب المنزل (كانت تحبه)، لكن لأن غريزتها أشارت عليها بأن تضع أصصا تحت أماكن التسريب، وأن تضع شرائط لاصقة حول أطر النوافذ، وأن تعتاد على الميل في الأرضية وهو ما كان يشير إلى أن أحد دعائم الأساسات كان ينهار. ومهما احتاجت إلى المال، فلم تكن لتفكر في بيع أي من ممتلكاتها التي توجد حول المنزل، مثلما باع إخوتها منذ وقت طويل ما يملكونه على كلا الجانبين، بسعر مربح للغاية، إلى ساكني الأكواخ.
كانت أم دينيس وأبوها يطلقان على صوفي اسما كان بمنزلة مزحة بينهما، وسر. النوردية القديمة. يبدو أنه بعد فترة قصيرة من لقائهما، كان لورنس قد قال، واصفا صوفي لإيزابيل: «أمي ليست أما تقليدية تماما. تستطيع أن تقرأ اللغة النوردية القديمة. في حقيقة الأمر، تشبه قليلا النورديين القدماء.»
في السيارة في الطريق إلى المنزل الخشبي، مستشعرين وجود صوفي في انتظارهم، كانوا قد لعبوا هذه اللعبة: «هل يمكن إصلاح نافذة سيارة نوردية قديمة عن طريق شريط لاصق أسود؟» «لا. إذا كسرت نافذة سيارة نوردية قديمة، فلا يمكن إصلاحها.» «ما البرنامج الإذاعي المفضل لدي شخص نوردي قديم؟» «لنر. لنر. أوبرا متروبوليتان؟ كرستن فلاجستد تغني فاجنر؟» «لا. الأمر مكشوف أكثر من اللازم. نخبوي أكثر مما ينبغي.» «الأغاني الشعبية من بلاد كثيرة؟»
قالت دينيس من المقعد الخلفي: «ما إفطار الشخص النوردي القديم؟ ... العصيدة!» كانت العصيدة أكثر الأطعمة التي تكرهها.
قال لورنس: «العصيدة مع سمك القد ... لا تخبري جدتي عن هذه اللعبة أبدا يا دينيس. أين يقضي النوردي القديم إجازة الصيف؟»
قالت إيزابيل في حدة: «لا يقضي النوردي القديم أي إجازة صيفية ... يقضي النوردي القديم إجازة شتوية. ويتجه شمالا.»
ناپیژندل شوی مخ