شعرت ترودي بالراحة. لا تعرف روبين قيادة السيارات بعد.
قال كلفن: «أربعة عشر عاما، لم تكن تعرف كيف تقود ... صعدت إلى الشاحنة، وفجأة اصطدمت بشجرة. أين كان والداها؟ هذا ما أود أن أعرفه. لم يكونا يراقبان تصرفاتها. ركبت الشاحنة بينما لم تكن تعرف كيف تقود واصطدمت بشجرة. أربعة عشر عاما. هذه سن صغيرة جدا.»
يذهب كلفن إلى الجزء الراقي من البلدة بمفرده، ويسمع كل الأخبار. يبلغ من العمر اثنين وخمسين عاما، لا يزال نحيفا، ويبدو مثل صبي، حليق، ذي شعر ناعم، قصير، أسود خالص. يذهب إلى الحلاق يوميا؛ لأنه لا يستطيع الحلاقة وحده. صرع، ثم جراحة، تلوث أثناء فتح الجمجمة، مزيد من الجراحات، صعوبة دائمة خفيفة في تحريك القدمين وأصابع اليدين، تشتت ذهني بسيط لا يطمس حقائق الأشياء، فقط الدوافع. ربما يجب ألا يظل في دار الرعاية على الإطلاق، لكن إلى أين يذهب؟ على أي حال، هو يحب هذه الدار. يقول إنه يحبها. يقول للآخرين إنهم يجب ألا يتذمروا؛ فهم يجب أن يكونوا أكثر حرصا، ويجب أن يراقبوا تصرفاتهم. يجمع عبوات المشروبات الغازية وزجاجات البيرة التي يلقيها الناس في الفناء الأمامي؛ على الرغم من أن ذلك لا يقع في نطاق عمله على الإطلاق.
عندما جاءت جانيت قبل منتصف الليل لتحل محل ترودي في نوبة العمل، كانت تريد أن تروي لها نفس القصة. «أظن أنك سمعت عن الفتاة التي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما؟»
عندما تبدأ جانيت في إخبارك بشيء كهذا، تبدأ دائما بعبارة «أظن أنك سمعت.» «أظن أنك سمعت عن انفصال ويلما وتيد.» «أظن أنك سمعت أن ألفين ستيد أصيب بنوبة قلبية.»
قالت ترودي: «أخبرني كلفن بقصتها ... لكنه قال إنها في الرابعة عشرة من عمرها.»
قالت جانيت: «خمسة عشر عاما ... لا بد أنها في صف روبين نفسه في المدرسة. لم تكن تعرف كيف تقود. لم تخرج حتى من الحارة التي كانت تقود السيارة فيها.»
قالت ترودي: «هل كانت ثملة؟» لم تكن روبين لتقترب من المشروبات الكحولية، أو المنشطات، أو السجائر، أو حتى القهوة، لديها هوس شديد لما تدخله بجسدها. «لا أعتقد ذلك. ربما كانت واقعة تحت تأثير المخدرات. كان الوقت مبكرا في المساء. كانت في المنزل مع أختها. كان أبواها في الخارج. جاء رفيق أختها؛ كانت شاحنته التي ركبتها، وقد أعطاها مفاتيح الشاحنة أو أنها أخذتها منه. تسمعين روايات مختلفة. تسمعين أنهما أرسلاها لتجلب لهما شيئا، كانا يريدان التخلص منها، وتسمعين أنها أخذت المفاتيح وذهبت. على أي حال، اصطدمت بشجرة في الحارة.»
قالت ترودي: «يا إلهي!» «أعرف. هذا غباء شديد. يبلغ الأمر حدا يجعل المرء معه يكره تصور فكرة نضوج الأبناء. هل تناول الجميع أدويتهم؟ ماذا يشاهد كلفن؟»
كان كلفن لا يزال مستيقظا، جالسا في غرفة المعيشة يشاهد التليفزيون.
ناپیژندل شوی مخ