قالت: «سنصبح أضحوكة الناس الآن.»
قالت فيوليت: «لا تخبرا أحدا.» (كما لو كان ذلك ممكنا.) «لا تخبرا أحدا بأي شيء. دعا الأمر ينحسر تدريجيا .»
هزت العمة آيفي نفسها على الأريكة، مرتدية قبعتها وثوب النوم الكئيب والحذاء طويل العنق المطاطي. وقالت: «سيقولون الآن إن لدينا نزعة غريبة في هذه العائلة، هذا لا شك فيه.»
قالت فيوليت لأبويها أن يذهبا إلى الفراش كي يناما، وذهبا، كما لو كانا هما الأبناء. وعلى الرغم من أنها لم تخلد إلى الفراش في الليلة السابقة وكانت عيناها تبدوان كما لو كان جرى حكهما بورقة صنفرة، كانت متأكدة أنها لن تستطيع النوم أبدا. تناولت جميع الخطابات والرسائل التي كانت دون روز قد كتبتها من موضعها خلف الساعة، وطوتها دون أن تنظر إليها ووضعتها في ظرف. كتبت رسالة ووضعتها معها، وكتبت عنوان تريفور على الظرف. وقالت في رسالتها:
عرفنا من كتب هذه الخطابات والرسائل، إنها أختي. تبلغ أربعة عشر عاما. لا أعلم ما إذا كانت قد جنت، أم ماذا. لا أعرف ماذا يجب أن أفعل. أريدك أن تأتي، وتصطحبني، وتأخذني بعيدا. أكره المكان هنا. ترى كيف تفكر. لا أستطيع النوم هنا. رجاء إذا كنت تحبني، فتعال، واصطحبني، وخذني بعيدا.
أخذت هذا الظرف إلى صندوق البريد في الظلام، ووضعت البنسات فوقه ثمنا للطابع الذي سيوضع عليه. كانت قد نسيت حقيقة الخطاب الآخر والبنسات الموضوعة فوقه بالفعل. بدا كما لو أن ذلك الخطاب قد أرسل قبل أيام.
رقدت على الأريكة الخشنة في غرفة الضيوف. في الظلام، لم تستطع أن ترى اللوحة التي كانت تعتقد أنها مؤثرة، وساحرة جدا. حاولت جاهدة أن تتذكر الشعور الذي كانت تمنحها إياه. وراحت في النوم سريعا جدا. •••
لماذا فعلت فيوليت هذا؟ لماذا أرسلت تلك الخطابات والرسائل القبيحة إلى تريفور، وأرفقت رسالة كهذه معها؟ هل كانت تريد حقا أن يقوم بإنقاذها، أن يخبرها ماذا تفعل؟ هل كانت تريد مساعدته في مشكلة دون روز؛ أن يساعدها ولو بصلواته؟ (منذ أن بدأ هذا الأمر كله، لم تكن فيوليت قد فكرت في الصلاة على الإطلاق، أو في الرب على أي نحو.)
لم تكن لتعرف أبدا لماذا فعلت ذلك. كانت لا تستطيع النوم، وكانت أعصابها متوترة ، وخانتها قدرتها على الحكم على الأمور على نحو صائب. كان هذا هو كل ما في الأمر.
في اليوم الذي تلا أخذ تلك الخطابات ووضعها في ظرف لإرساله إلى تريفور، كانت فيوليت تقف إلى جانب صندوق البريد في الصباح. كانت تريد أن تذهب مع رجل البريد إلى البلدة، حتى تلحق بقطار الساعة الواحدة المتوجه إلى أوتاوا.
ناپیژندل شوی مخ