قالت إن غرفة الضيوف كانت تفوح منها رائحة عفنة، وأن الجدران في حاجة إلى تغطيتها بورق حائط.
كانت أختاها هما من أثارتا فعلا كامل دهشتها واستيائها. كانتا قد كبرتا منذ الصيف. صارت دون روز فتاة ضخمة، وبدينة الآن، ذات ثديين مترهلين يهتزان داخل ملابسها، ووجه متورد طفولي كان تعبير التكتم الطفولي المرتسم عليه قد تغير إلى نظرة بدت غبية وعنيدة. كانت قد بدأت تفوح منها روائح النساء، ولم تكن تغتسل. كانت بوني هوب لا تزال طفلة جسديا، لكن لم يكن شعرها الأحمر الجعد يمشط جيدا قط، وكان يغطي بشرتها علامات قرص البراغيث التي جاءتها من اللعب مع قطط المزرعة.
استطاعت فيوليت بالكاد تنظيف هاتين البنتين. كان أسوأ ما في الأمر هو أنهما صارتا متمردتين، تنظر إحداهما إلى الأخرى وتضحكان ضحكة نصف مكتومة عندما كانت تتحدث إليهما، وكانتا تتجاهلانها، وكانتا عنيدتين وصامتتين. كانتا تتصرفان كما لو كانتا تخفيان سرا سخيفا.
هكذا كان الأمر؛ كانتا تحتفظان بسر، لكنه لم يفصح عنه إلا بعد فترة طويلة لاحقا، ليس إلا بعد أحداث الصيف التالي، ثم بصورة غير مباشرة، عندما أخبرت بوني هوب بعض الفتيات اللائي أخبرن أخريات قد أخبرن أخريات، وسمعت أخريات بالأمر، ثم الجارة، التي أخبرت فيوليت في نهاية المطاف!
في أواخر الخريف من تلك السنة - في السنة التي ذهبت فيها فيوليت إلى معهد المعلمين - كانت قد بدأت دون روز تحيض. شعرت بالإهانة البالغة جراء هذا التطور حتى إنها ذهبت إلى الخليج الصغير وجلست في المياه الباردة، عازمة على وقف النزيف. خلعت حذاءها، وجوربها، وسروالها التحتي، وجلست هناك، في المياه الباردة، الضحلة. أزالت الدماء من سروالها التحتي، واعتصرته، وارتدته مبتلا. لم تصب بالبرد، ولم تمرض، ولم تحض مرة أخرى طوال العام. قالت الجارة إن هذه الفعلة كان من الممكن أن تؤثر على عقلها. «بدفعها كل هذا الدم الفاسد مرة أخرى إلى جهازها التناسلي، كان من الممكن أن يؤثر هذا على عقلها.»
كانت متعة فيوليت الوحيدة في الكريسماس هي الحديث عن صديقها، الذي كان يدعى تريفور أوستن. عرضت صورته على أختيها. كانت عبارة عن قصاصة من صحيفة. كان يرتدي ياقة قس.
قالت دون روز، ضاحكة ضحكة نصف مكتومة: «يبدو مثل قس.» «هو قس. تعود هذه الصورة إلى وقت ترسيمه. ألا تعتقدين أنه وسيم؟»
كان تريفور أوستن وسيما. كان شابا ذا شعر داكن، ذا عينين ضيقتين، وأنف رائع، وذقن مرتفع إلى أعلى، وابتسامة مزمومة الشفتين، واثقة، بل ولطيفة.
قالت بوني هوب: «لا بد أنه كبير في السن، حتى يصبح قسا.»
قالت فيوليت: «لقد صار قسا منذ فترة بسيطة ... يبلغ ستة وعشرين عاما. ليس قسا أنجليكانيا، بل قس تابع للكنيسة المتحدة.» قالت ذلك، كما لو أن ذلك كان يشكل فرقا. وبالنسبة إليها، كان ذلك يمثل فرقا حقا. كانت فيوليت قد غيرت من انتمائها الكنسي في أوتاوا. قالت إن الكنيسة المتحدة ذات نشاط أكبر. كان هناك ناد لكرة الريشة - كانت هي وتريفور يلعبان هناك - وناد لتمثيل المسرحيات، فضلا عن حفلات تزلج بأحذية التزلج، وحفلات تزلج بالزلاجات، ورحلات في عربات مزينة بالقش، وحفلات تعارف. التقت فيوليت وتريفور للمرة الأولى، في إحدى الحفلات بمناسبة الهالووين في بدروم الكنيسة، عندما كانا يحاولان الإمساك بتفاحة بأسنانهما. أو كانت هذه هي المرة الأولى التي تحدثا فيها، حيث إن فيوليت كانت قد لاحظت وجوده من قبل في الكنيسة، حيث كان مساعدا للقس. قال إنه لاحظ وجودها أيضا. وظنت أنه ربما لاحظ ذلك. كانت مجموعة من الفتيات من معهد المعلمين يذهبن جميعا إلى تلك الكنيسة معا، جزئيا لرؤية تريفور، وكن يلعبن لعبة، في محاولة للفت انتباهه. عندما كان الجميع يقف منشدا الترانيم، كن يحدقن فيه، وإذا نظر إليهن، كن يخفضن أنظارهن في الحال. كانت موجات من الضحك تنتشر بطول الصف. لكن فيوليت كانت تغني ناظرة إليه كما لو كانت عيناها وقعت عليه مصادفة:
ناپیژندل شوی مخ