«قرب الإسناد قرب إلى الله» فأحببت مرافقتهم وآثرت موافقتهم، إذ هم الأبدال والأوتاد، وكيف لا، وهم الذين حفظ بهم الدين حتى استقر وشاد.
وكان شيخنا الشيخ الإمام العالم العلامة مفتي المسلمين، بقية السلف الصالحين، قاضي القضاة مسند الدنيا زين الدين أبو المناقب العلية، أبو بكر ابن الشيخ بدر الدين (عبد الله الحسين) بن عمر بن محمد بن يونس بن أبي الفخر بن عبد الرحمن بن نجم بن طولون القرشي العثماني المراغي أصلًا المصري ثم المدني الشافعي -أدام النفع به وبلغه من الخيرات نهاية مطلبه- ممن علا في الحديث سنده وقل رواته، لكن كثر عدده، وقد سمع من قديمٍ صغيرًا من مدة ثمانين عامًا إلا يسيرًا، وسمع بنفسه كبيرًا، حديثًا كثيرًا، وأجاز له من مدة ثلاثٍ وثمانين من السنين عدد من المسندين، منهم: أبو العباس الحجار، وناهيك بها رتبةٌ عليا لا تجد رجلًا يشاركه في ذلك في جميع الأمصار بل في
1 / 54