216

وإذا رأت رجلا فقيرا عاريا ....... هرت إليه وكشرت أنيابها وأخبرنا الإمام أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أبنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي قراءة عليه، قال: أبنا جدي لأمي الإمام أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني التيمي، قال: أبنا أحمد بن الحسين الصالحاني، ثنا جدي محمد بن إبراهيم الصالحاني، ثنا أبو الشيخ، ثنا أحمد بن خالد الرازي، ثنا محمد بن حميد، ثنا نعيم بن ميسرة النحوي، عن [السدي]، قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإذا هو بضوء، ومعه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فاتبع الضوء حتى دخل دارا، فإذا سراج في بيت، فدخل - وذاك في جوف الليل - فإذا شيخ جالس وبين يديه شراب وقينة تغنيه، فلم يشعر حتى هجم عليه عمر.

فقال عمر: ما رأيت كالليلة منظرا أقبح من شيخ ينتظر أجله، فرفع الشيخ رأسه إليه، فقال: بل، يا أمير المؤمنين، ما صنعت أنت أقبح! إنك قد تجسست، وقد نهى عن التجسس، ودخلت بغير إذن.

فقال عمر: صدقت، ثم خرج عاضا على يديه يبكي، وقال: ثكلت عمر أمه إن لم يغفر له ربه، تجد هذا كان يستخفي بهذا من أهله، فيقول: الآن رآني عمر فيتتابع فيه.

قال: وهجر الشيخ مجالس عمر حينا، فبينا عمر بعد ذلك بحين جالس، إذا هو به قد جاء شبه المستخفي، حتى جلس [في أخريات الناس، فرآه عمر، فقال: علي بهذا الشيخ، فقيل له: أجب. فقام وهو يرى أن عمر سينبؤه بما رأى.

مخ ۲۹۶