قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي أَوَّلِ مَشْيَخَتِهِ: حَمَلَنِي شَيْخُنَا ابْنُ نَاصِرٍ إِلَى الأَشْيَاخِ فِي الصِّغَرِ وَأَسْمَعَنِي الْعَوَالِي، وَأَثْبَتَ سَمَاعَاتِي كُلَّهَا بِخَطِّهِ، وَأَخَذَ لِي إِجَازَاتٍ مِنْهُمْ.
فَلَمَّا فَهِمْتُ الطَّلَبَ كُنْتُ أُلازِمُ مِنَ الشُّيُوخِ أَعْلَمَهُمْ، وَأُوثِرُ مِن أَرْبَابِ النَّقْلِ أَفْهَمَهُمْ، فَكَانَتْ هِمَّتِي تَجْوِيدُ الْعدَدِ لا تَكْثِيرُ الْعدَدِ.
وَلَمَّا رَأَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ يُؤْثِرُ الاطِّلاعَ عَلَى كِبَارِ مَشَايِخِي، ذَكَرْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدِيثًا.
ثُمَّ ذَكَرَ فِي هَذِهِ الْمَشْيَخَةِ لَهُ سَبْعَةً وَثَمَانِينَ شَيْخًا. . . . شَيْخُنَا، وَكَانَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ قَدْ بَكَّرَ بِهِ أَبُوهُ فَأَسْمَعَهُ مِنِ ابْنِ غَيْلانَ، وَابْنِ الْمَذْهَبِ وَالتَّنُوخِيِّ وَأَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَعَمَّرَ حَتَّى صَارَ أَسْنَدَ أَهْلِ عَصْرِهِ، فَرَحَلَ إِلَيْهِ الطَّلَبَةُ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ.
وَكَانَ صَحِيحَ السَّمَاعِ وَسَمِعْتُ
1 / 53
مِنْهُ جَمِيعَ مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَالْغَيْلانِيَّاتِ جَمِيعَهَا، وَأَجْزَاءَ الْمُزَكِّي وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ بِذَلِكَ وَسَمِعْتُ مِنْهُ غَيْرَ ذَلِكَ.
وَأَمْلَى بِجَامِعِ الْقَصْرِ مَجَالِسَ كَثِيرَةً، خَرَّجَهَا لَهُ شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ نَاصِرٍ وَاسْتَمْلاهَا عَلَيْهِ، وَكُنْتُ أَحْضُرُ الإِمْلاءَ وَأَكْتُبُ.
وَتُوُفِّيَ ﵀ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ رَابِعَ عَشَرَ شَوَّالَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَأَشْرَفَ عَلَى غُسْلِهِ شَيْخُنَا ابْنُ نَاصِرٍ، وَتَوَلَّى الصَّلاةَ عَلَيْهِ بِوَصِيَّةٍ مِنْهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ بِجَامِعِ الْقَصْرِ، ثُمَّ حُمِلَ إِلَى جَامِعِ الْمَنْصُورِ فَصَلَّى عَلَيْهِ شَيْخُنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَدُفِنَ يَوْمَئِذٍ بِبَابِ حَرْبٍ مِمَّا يَلِي قَبْرَ بِشْرٍ الْحَافِي.
الشَّيْخُ الثَّانِي
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الثُّلاثَاءِ الْخَامِسِ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ
1 / 54
وَثَلاثِينَ بِمَنْزِلِهِ فِي النَّصْرِيَّةِ، مِنْ غَرْبِيِّ بَغْدَادَ، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيِّ.
قَالَ: أنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلانِ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَمَّتَّ هَذَا وَلَمْ تُشَمِّتَنِي قَالَ: إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ وَلَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ. .
1 / 55
أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
وَأَمَّا الْحَدِيثُ: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أنا. . . فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ أَنَا وَشَيْخُ شَيْخِنَا أَبِي الْوَقْتِ وَهُوَ الرَّاوِي. . .
وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ عَاشِرَ صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ.
وَذَكَرَ لَنَا: أَنَّ مُنَجِّمَيْنِ حَضَرَا حِينَئِذٍ وَحَكَمَا أَنَّ عُمْرَهُ اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ سَنَةً، فَظَهَرَ كَذِبُهُمَا، وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيِّ فِي رَجَبٍ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ حُضُورًا، وَبَقِيَ مُدَّةً لا يُخْبِرُنَا بِمُؤَيِّدِهِ، ثُمَّ أَخْبَرَنَا.
وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ فِي الدُّنْيَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيِّ، وَأَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ عُمَرَ، وَالْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ العُشَارِيِّ
1 / 56
وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البَاقِلانِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، وَأَبِي الْقَاسِمِ عُمَرَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَفَّافِ، وَأَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونَ، وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ غَالِبٍ الْمُقْرِئِ، وَأَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الآبَنُوسِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمَكِّيِّ، وَأَبِي الْفَضْلِ هَبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمَأْمَونِ، فَهَؤُلاءِ انْفَرَدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُمْ، وَقَدْ سَمِعَ خَلْقًا يَطُولُ ذِكْرُهُمْ، وَكَانَتْ لَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ التَّنُوخِيِّ، وَأَبِي الْفَتْحِ بْنِ شِيطَا، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامَةَ الْقُضَاعِيِّ، وَتَفَقَّهَ عَلَى
1 / 57
الْقَاضِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْفَرَّاءِ، وَشَهِدَ عِنْدَ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي الْحَسَنِ الدَّامَغَانِيِّ، وَعَمَّرَ حَتَّى أَلْحَقَ الصِّغَارَ بِالْكِبَارِ، وَأَمْلَى الْحَدِيثَ فِي جَامِعِ الْقَصْرِ بِاسْتِمْلاءِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ، وَكَانَ ثِقَةً، فَهِمًا، حُجَّةً، مُتَفَنِّنًا فِي عُلُومٍ كَثِيرَةٍ، مُنْفَرِدًا فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ، وَكَانَ قَدْ سَافَرَ فَوَقَعَ فِي أَيْدِي الرُّومِ، فَبَقِيَ فِي أَسْرِهِمْ سَنَةً وَنِصْفًا، وَقَيَّدُوهُ وَجَعَلُوا الْغُلَّ فِي عُنُقِهِ، وَأَرَادُوهُ عَلَى أَنْ يَنْطِقَ بِكَلِمَةَ الْكُفْرِ فَلَمْ يَفْعَلْ.
وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً مِنْ عَمْرِهِ وَهُوَ صَحِيحُ الْحَوَاسِّ ثَابِتُ الْعَقْلِ.
وَلَمَّا مَرِضَ لَمْ يَفْتَرْ عَنْ تِلاوَةِ الْقُرْآنِ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ثَانِي رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.
وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ، وَحَضَرَ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو الْقَاسِمِ الزَّيْنَبِيِّ، وَوَجَوهَ النَّاسِ، وَدُفِنَ قَرِيبًا مِنْ بِشْرٍ الْحَافِي.
1 / 58
الشَّيْخُ الثَّالِثُ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاجِّيُّ، الْمَعْرُوفُ بِالْمَزْرَفِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، بِمَسْجِدِهِ بِبَيْتِ الْقَيَّادِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ يَوْمَ السَّبْتِ عَاشِرَ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي
1 / 59
سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذِبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ.
فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ الدَّاوُدِيِّ شَيْخِ شَيْخِنَا، وَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ فِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا.
وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَزْرَفِيُّ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ بِالْقِرَاءَاتِ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ مِنِ ابْنِ الْمُهْتَدِي،
1 / 60
والصَّرِيفِينِيِّ، وَابْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَابْنِ النَّقُّورِ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ، وَقَرَأَ، وَرَوَى، وَتَفَرَّدَ بِعِلْمِ الْفَرَائِضِ.
وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، عَالِمًا، حَسَنَ الْعَقِيدَةِ حَنْبَلِيًّا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَزْرَفَةِ، وَإِنَّمَا انْتَقَلَ أَبُوهُ إِلَى الْمَزْرَفَةِ أَيَّامَ الْفِتْنَةِ بِهَا مُدَّةً، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ قِيلَ لَهُ الْمَزْرَفِيُّ. . . . تُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ غُرَّةَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ سَبْعِ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ فَجْأَةً، وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْبٍ.
الشَّيْخُ الرَّابِعُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَرِيرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ الْمُقْرِئُ، أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَنْبَسَ
1 / 61
بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سَمْعُونَ الْوَاعِظِ، لَيْلا فِي مُسْتَهَلِّ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَاتِبُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زِيَادٍ، وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ.
فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنِ ابْنِ أَعْيَنَ شَيْخِ شَيْخِنَا أَبِي الْوَقْتِ، وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا.
كَانَ شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ يُعْرَفُ بِابْنِ الطَّبَرِيِّ، وُلِدَ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَهُوَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ بِالتُّسْتُرِيِّينَ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ زَوْجِ الْحُرَّةِ، وَأَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيِّ، وَالْبَرْمَكِيِّ
1 / 62
وَابْنِ الْمَأْمُونِ، وَالصَّرِيفِينِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَقَرَأَ الْقُرْآنَ بِالْقِرَاءَاتِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْخَيَّاطِ، وَغَيْرِهِ.
وَحَدَّثَ، وَأَقْرَأَ، وَكَانَ صَحِيحَ السَّمَاعِ، دَيِّنًا، ثَبْتًا، كَثِيرَ الذِّكْرِ، دَائِمَ التِّلاوَةِ.
وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ زَوْجِ الْحُرَّةِ، وَرَوَى عَنْ أَبِي الْحَسَنِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَأَبُو الْقَاسِمِ هَذَا، وَبَيْنَ وَفَاتِهِمَا ثَمَانٍ وَسِتُّونَ سَنَةً.
وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ، وَمَتَّعَهُ اللَّهُ بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَجَوَارِحِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْخَمِيسِ ثَانِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، عَن سِتٍّ وَتِسْعِينَ سَنَةً وأَشْهُرٍ، وَدُفِنَ بِالشُّونِيزِيَّةِ فِي تُرْبَةِ شَيْخِنَا عَبْدِ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيِّ، وَهُوَ الَّذِي أَمَّ النَّاسَ فِي الصَّلاةِ عَلَيْهِ.
الشَّيْخُ الْخَامِسُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّينَوَرِيُّ. . .
1 / 63
أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَمَرَهُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ، قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ باللَّهِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمْسَ مِنَ الْمَغْنَمِ.
أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ، وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ غُنْدَرٍ، كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، فَإِسْنَادُنَا إِلَى الْبُخَارِيِّ مِثْلُ إِسْنَادِنَا إِلَى أَحْمَدَ، وَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا وَسَمِعَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْخَلالِ، وَالْجَوْهَرِيِّ، وَغَيْرِهِمَا
1 / 64
وَكَانَ يَسْكُنَ بَابَ الْبَصْرَةِ مِنْ غَرْبِيِّ بَغْدَادَ.
وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.
الشَّيْخُ السَّادِسُ
أَخْبَرَنَا أَبُو السَّعَادَاتِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ الْمُعْتَصِمِ بْنِ الرَّشِيدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ بْنِ الْمَنْصُورِ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثَّالِثِ مِنْ جُمَادَى الأِولَى مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فِي جَامِعِ الْقَصْرِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الَمَحَامِلِيِّ، ثنا سَلَمُ بْنُ جَنَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ،
1 / 65
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقَتْرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقَتْرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ.
فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ مِنْ. . وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الْغَافِرِ شَيْخِ شَيْخِ شَيْخِنَا.
وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو السَّعَادَاتِ الْمُتَوَكِّلِيُّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ.
وَسَمِعَ شَيْخُنَا أَبُو السَّعَادَاتِ الْمُتَوَكِّلِيُّ مِنْ أَبِي الْغَنَائِمِ بْنِ الْمَأْمُونِ، وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْمُسْلِمَةِ، وَالصَّرِيفِينِيُّ، وَابْنِ الْبُسْرِيِّ، وَالْخَطِيبِ، وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ سَمَاعُهُ صَحِيحًا.
وَكَتَبَ لِي إِجَازَةً بِخَطِّهِ فَذَكَرَ فِيهَا سِنَّهُ
1 / 66
الَّذِي ذَكَرْتُهُ.
وَكَانَ يَسْكُنُ مَحَلَّةَ التُّوثَةِ مِنْ غَرْبِيِّ بَغْدَادَ.
فَوَقَعَ فِي لَيْلَةِ الْخَمِيسِ سَابِعِ عِشْرِينَ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ مِنْ سَطْحِ دَارِهِ فَمَاتَ، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ بَابِ الدَّيْرِ وَقَدْ بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً.
الشَّيْخُ السَّابِعُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ، الْهَرَوِيُّ الْمَنْشَأُ، السِّجْزِيُّ الأَصْلُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عِمْرَانَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَصَابَنَا
1 / 67
عَطَشٌ فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَجَعَلَ يَدَهُ فِي تَوْرٍ فَجَعَلَ يَفُورُ كَأَنَّهُ عُيُونٌ مِنْ خَلَلِ أَصَابِعِهِ، وَقَالَ: اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَشَرِبْنَا حَتَّى وَسِعَنَا وَكَفَانَا أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو الْوَقْتِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ خَلْقًا كَثِيرًا، وَحَمَلَهُ أَبُوهُ عَلَى عُنُقِهِ مِنْ هُرَاةَ إِلَى بُوشَنْجَ، فَسَمِعَ صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ، وَمُسْنَدَ الدَّارِمِيِّ وَالْمُنْتَخَبَ مِنْ مَسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ مِنْ جَمَالِ الإِسْلامِ الدَّاوُدُيِّ. . وَسِنُّهُ عَشْرُ سِنِينَ.
وَأَلْحَقَ الصِّغَارَ بِالْكِبَارِ.
وَكَانَ كَثِيرَ التَّعَبُّدِ وَالتَّهَجُّدِ، وَالْبُكَاءِ، عَلَى سَمْتِ السَّلَفِ.
وَعَزَمَ عَلَى الْحَجِّ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فَهَيَّأَ آلاتِهِ، فَأَصْبَحَ مَيِّتًا.
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التِّكْرِيتِيُّ: أَسْنَدْتُهُ إِلَيَّ فِي مَرَضِهِ فَمَاتَ، فَكَانَ آخِرُ كَلِمَةٍ قَالَها: ﴿يَا لَيْتَ
1 / 68
قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾﴾ [يس: ٢٦-٢٧] .
وَدُفِنَ بِالشُّونِيزِيَّةِ.
الشَّيْخُ الثَّامِنُ
أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّاءِ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثَّامِنِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، بِجَامِعِ الْقَصْرِ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفِضْلِ بْنِ الْمَأْمَونِ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حُمَيْدَةُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ
1 / 69
الْحَجَّاجِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وَالْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ شَيْبَانَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
1 / 70
عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنِ ابْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ حَجَّاجُ الصَّوَّافِ، كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَالإِسْنَادُ فِي طَرِيقِ الْبُخَارِيِّ يَتَسَاوَى، وَفِي طَرِيقِ مُسْلِمٍ كَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ شَيْخِ شَيْخِنَا.
وُلِدَ أَبُو غَالِبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجَوهَرِيَّ وَأَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ حَسْنَونَ، وَالْقَاضِي أَبَا عَلِيٍّ، وَأَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ الْمُهْتَدِي، وَأَبَا الْغَنَائِمِ بْنَ الْمَأْمُونِ، وَغَيْرَهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً، وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَقِيلَ فِي صَفَرٍ.
الشَّيْخُ التَّاسِعُ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّاءِ، بِقِرَاءَةِ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ
1 / 71
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخِضْرِ السُّوسُنْجِرْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَقَدْ اهْتَزَّ عَرْشُ اللَّهِ تَعَالَى لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مَعَاذٍ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنِ
1 / 72