منتخب مشيخة ابن كليب
الجزء فيه أحاديث منتخبة من مشيخة الشيخ أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الحراني، رحمه الله.
رواية أبي العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، عنه.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين.
مخ ۱
الرئيس أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز، مولده في سنة ثلاث عشر وأربعمائة، وتوفي في مستهل شعبان سنة عشر وخمسمائة، ودفن بالشهداء من باب حرب قريبا من طراد الزينبي.
(1) -[1] أخبرنا الشيخ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الحراني، قراءة عليه وأنا أسمع، في سنة خمس وتسعين وخمسمائة، قال: أخبرنا ابن بيان، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر ربيع الآخر من سنة ست وخمسمائة، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد البزار، قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الملحي، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار، عن محمد بن جحادة، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش، فإن الله عز وجل لا يحب الفحش ولا التفحش، وإياكم والشح، فإنما أهلك من كان قبلكم الشح؛ أمرهم بالكذب فكذبوا، وأمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ".قال: فقام رجل فقال: " يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده. قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: يهراق دمك ويعقر جوادك. قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: تهجر ما كره ربك، وهما هجرتان هجرة للبادي وهجرة للحاضر، فأما هجرة البادي فإذا دعي أجاب وإذا أمر أطاع، وأما هجرة الحاضر فأشدهما بلية وأعظمهما أجرا "
مخ ۲
(2) -[2] أخبرنا ابن بيان، إجازة، قال: أخبرنا الشريف أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنذري، قال: أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، قال: أنشدنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العبدي، قال أنشدنا أبو حاتم سهل بن محمد، رحمه الله:
إن الجواهر درها ونضارها ... هن الفدى لجواهر الآداب
فإذا كنزت أو ادخرت ذخيرة ... تسمو بزينتها على الأصحاب
مخ ۳
فعليك بالأمر المزين أهله ... كيما تفوز ببهجة وثواب أبو بكر أحمد بن علي بن بدران بن علي الحلواني المقرئ المعروف بخالوه، توفي ليلة الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى من سنة سبع وخمسمائة.
(3) -[3] أخبرنا أحمد، قراءة عليه وأنا أسمع، في جمادى الأولى من سنة ست وخمسمائة، قال أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، قراءة عليه، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي مسلم، قال: ثنا ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خذوا جنتكم ".قلنا: يا رسول الله أمن عدو قد حضر؟ قال: " لا، جنتكم من النار؛ قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، يأتين يوم القيامة مقدمات معقبات مجنبات، هن الباقيات الصالحات "
مخ ۴
(4) -[4] أخبرنا أحمد، إجازة، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن قفرجل، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن إسماعيل بن العباس، قال: حدثنا علي بن محمد بن أحمد الفقيه، قال: حدثنا محمد بن عقيل أبو سعد الفيريابي، قال: حدثنا المزني إسماعيل بن يحيى، قال: سمعت الشافعي، رضي الله عنه، يقول: قال رجل لأبي بن كعب: عظني موعظة أنتفع بها وأوجر، قال: " صادق الإخوان على قدر تقاهم، ولا تجعل كلامك بذلا لمن لا يرغب فيه، ولا تطلب حاجة ممن لا يبالي أن لا يقضيها لك، ولا تغبط الحي إلا بما تغبط به الميت "
مخ ۵
الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب، توفي في يوم السبت سادس شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
(5) -[5] أخبرنا أبو علي، قراءة عليه وأنا أسمع، في سنة سبع وخمسمائة، قال: أخبرنا بشرى، مولى فاتن مولى أمير المؤمنين، قال: حدثني فيما قرأت عليه أبو بكر محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد، قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي الباغندي، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة. قال الباغندي: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي، استذكروا القرآن، فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم معقلة "
مخ ۶
(6) -[6] أخبرنا أبو علي، إجازة إن لم أكن سمعته منه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عيد الله بن زياد القطان، قراءة عليه وأنا أسمع، في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، قال: حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، قال: حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء، قال: كنت جالسا معه في مسجد دمشق فجاء رجل فقال: يا أبا الدرداء إني جئت إليك من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث بلغني أنك تحدثه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدرداء: ما جئت لتجارة وما كانت لك حاجة غيره، قال: لا، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سلك طريق علم سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن السماوات والأرض والحوت في الماء لتدعو له، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر " أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد الغسال، كتب بخطه أن مولده في محرم سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وتوفي في جمادى الأولى من سنة عشر وخمسمائة، رحمة الله عليه.
مخ ۷
(7) -[7] أخبرنا أبو الخير المبارك بن الحسين الغسال، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: ثنا أبو محمد الخلال، قال: ثنا عبد الواحد، عن شيخ صالح ثقة، قال: ثنا الحسين بن محمد البزاز، قال: ثنا مخلد بن الحارث، قال: ثنا بقية، عن حفص بن سليمان، عن أبان، يعني ابن أبي عياش، عن أنس بن مالك، قال: ذكر رجل لرجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: أتغتابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له "
مخ ۸
(8) -[8] أخبرنا الغسال، إجازة، قال: أنبا أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز، قال: ثنا أبو جعفر ابن البختري الرزاز، قال أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: أنشدني عيسى الأحمر:
يا للمنايا ويا للبين والحين ... كل اجتماع من الدنيا إلى بين
حتى متى نحن في الأيام نحسبها ... وإنما نحن بها بين يومين
يوم تولى ويوم نحن نأمله ... لعله أجلب الأشياء للحين
يارب الذين قد تشتت بينهما ... حتى كأن لم يكونا قط إلفين
مخ ۹
إني رأيت يد الدنيا مفرقة ... لا تأمنن يد الدنيا على اثنين الشريف نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله الزينبي، توفي في صفر في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
(9) -[9] أخبرنا الزينبي، قال: أخبرتنا كريمة ابنة أحمد بن محمد المروزية، قراءة عليها وأنا أسمع، قالت: أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، قراءة عليه وأنا أسمع، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، بفربر، قال حدثنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: ثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير بن عبد الله، أنه قال: " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم "
مخ ۱۰
(10) -[10] أخبرنا الزينبي، إجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، قال: ثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن زاذان بن يزيد بن مخلد البزاز، قال: كنت في المدينة على باب خراسان وقد صلينا ونحن قعود، وأبو عبد الله أحمد بن حنبل حاضر فسمعته يقول: اللهم من كان على هوى أو رأي وهو يظن أنه على الحق وليس هو على الحق فرده على الحق حتى لا يهلك من هذه الأمة أحد، اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفلت لنا به، ولا تجعلنا في رزقك حولا لغيرك، ولا تمنعنا من خير ما عندك بشر ما عندنا، ولا ترانا بحيث نهيتنا، ولا تفقدنا من حيث أمرتنا، أعزنا ولا تذلنا، أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعاصي. وجاء إليه رجل فقال له شيئا لم أفهمه، فقال له: اصبر فإن الصبر مع النصر، ثم قال: سمعت عفان بن مسلم، يقول: أخبرنا همام، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الصبر مع النصر، والفرج مع الكرب، وإن مع اليسر عسرا، وإن مع العسر يسرا ".قال القاضي التنوخي: قال لنا أبو بكر بن شاذان: لم يرو أبو عيسى عبد الرحمن بن زاذان لا عن أحمد بن حنبل ولا عن غيره من الناس غير هذا الحديث الواحد أبو عثمان إسماعيل بن أبي سعيد محمد بن أحمد بن ملة الأصبهاني، ومات في سنة سبع وخمسمائة.
(11) -[11] حدثنا أبو عثمان، إملاء من لفظه بجامع القصر، في يوم الجمعة من سنة ثمان وخمسمائة، أخبرنا الشيخ الثقة أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن فاذويه، رحمه الله، بأصبهان سنة اثنين وأربعين وأربعمائة، قال: ثنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، الملقب بأبي الشيخ، قال: ثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن الجنيد البلخي، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ناحية المسجد، فدخل رجل فصلى ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فقال: " وعليك، ارجع فصل إنك لم تصل ".قال الرجل الثالثة أو الرابعة: علمني، قال: " إذا استفتحت فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع رأسك حتى تستوي قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلواتك كلها "
مخ ۱۲
أبو منصور محمد بن أحمد بن طاهر بن حمد المعروف بابن الخازن، توفي في شعبان سنة عشرة وخمسمائة.
مخ ۱۳
(12) -[12] أخبرنا أبو منصور، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا أبو بكر المازني، قال: أخبرنا أبو القاسم بن بكير، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة اللغوي، قال: حدثني زيد بن أخزم، قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن جابر، عن أبي نضرة، عن أنس، قال: " كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كنت أجتنيها ".وكان يكنى أبا حمزة (13) -[13] أخبرنا أبو منصور ابن حمد الشريف أبو طالب الزينبي، إجازة، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المقتدر بالله، حدثنا أحمد بن منصور اليشكري، إملاء، قرئ على أبي القاسم الصائغ وأنا أسمع، حدثنا أبو علي، حدثنا الرقاشي، ثنا العتبي، عن أبيه، قال: بلغني أن المرأة تكتم الحب أربعين سنة ولا تقدر أن تكتم البغض ساعة واحدة، والرجل بخلاف ذلك أبو العلاء صاعد بن سيار بن محمد الهروي، توفي في سنة عشرين وخمسمائة.
(14) -[14] أخبرنا أبو العلاء، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو عامر الهروي، وأبو المظفر المسعودي، قالا: أخبرنا عبد الجبار المروزي، قال: أخبرنا أبو العباس المحبوبي، قال: أخبرنا الترمذي، قال: حدثنا علي بن حجر، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم أو موضع يده في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها "
مخ ۱۵
(15) -[15] وبالإسناد قال: أخبرنا الترمذي، حدثنا الفضل بن أبي طالب البغدادي، وغير واحد، قالوا: حدثنا عثمان بن زفر، حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل ليصلي عليه فلم يصل عليه، فقيل: يا رسول الله ما رأيناك تركت الصلاة على أحد قبل هذا، قال: " إنه كان يبغض عثمان فأبغضه الله "
مخ ۱۶
الشريف أبو علي محمد بن محمد بن المهتدي بالله الهاشمي، توفي في ثاني ربيع الأول من سنة خمس عشرة وخمسمائة.
مخ ۱۷
(16) -[16] أخبرنا أبو علي، إجازة، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا عوف، عن طلق بن حبيب، أنه كان يدعو فيقول: اللهم إني أسألك علم الخائفين، وخوف العالمين بك، وأسألك يقين المتوكلين عليك، وتوكل الموقنين بك، وأسألك إنابة المخبتين لك، وإخبات المنيبين إليك، وأسألك شكر الصابرين لك، وصبر الشاكرين لك، وأسألك اللحاق بالأحياء المرزوقين (17) -[17] أخبرنا أبو علي، إجازة، عن أبي الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة، قال: حدثنا عمر بن محمد بن سيف، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، حدثنا أحمد بن عبيد، عن المدائني، قال: خرج فتيان في صيد لهما فأثاروا ضبعا فنفرت، واتبعوها فلجأت إلى خباء رجل، فخرج إليهم بالسيف مصلتا، فقالوا له: يا عبد الله لم تمنعنا من صيدنا؟ قال: إنها قد استجارت. فخلوا بينها وبينه، ونظر إليها مهزولة مضرورة فجعل يسقيها اللبن صبوحا وغبوقا وقيلا حتى سمنت وحسنت حالتها، فبينما هو ذات يوم متجرد إذ غدت عليه فشقت بطنه، وشربت دمه، فقال ابن عم له:
ومن يجعل المعروف في غير أهله ... يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أعد لها لما استجارت بقربه ... مع الأمن ألبان اللقاح الدرائر
فأشبعها حتى إذا ما تمكنت ... فرته بأنياب لها وأظافر
مخ ۱۸
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... يوجه معروفا إلى غير شاكر (18) -[18] أخبرنا أبو علي، إجازة، قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي، قال: حدثنا عمر بن محمد بن الزيات، حدثنا عبد الله بن الصقر، ثنا الحسن بن موسى، ثنا محمد بن عبد الله الطحان، حدثني أبو طاهر المقدسي، عن عبد الجليل المري، عن حبة العرني، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: " لما حضرت أبا بكر الوفاة أقعدني عند رأسه، وقال لي: يا علي إذا أنا مت فغسلني بالكف الذي غسلت به رسول الله صلى الله عليه وسلم واذهبوا بي إلى البيت الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنوا، فإن رأيتم الباب قد فتح فحطوني وإلا فردوني إلى مقابر المسلمين حتى يحكم الله بين عباده ".قال علي عليه السلام: فغسل وكفن، وكنت أول من بادر إلى الباب، فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فرأيت الباب قد انفتح فسمعت قائلا يقول: أدخلوا الحبيب إلى حبيبه فإن الحبيب إلى الحبيب مشتاق "
مخ ۱۹
أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي الكوفي المعروف بأبي، مولده سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وتوفي في شعبان سنة عشر وخمسمائة.
(19) -[19] أخبرنا محمد، كتابة في رجب سنة ست وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو محمد الحسين بن علي الجوهري، قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر، قال: ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري، قال: ثنا محمد بن المنهال، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما نقصت صدقة من مال قط، ولا زاد الله من عفا إلا عزا، وما أحد تواضع إلا رفعه الله عز وجل "
مخ ۲۰
(20) -[20] أخبرنا محمد ، إجازة، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين العلوي، وأبو الحسين، وأبو طاهر، أنبا محمد بن عيسى بن علي بن يحيى بن حازم الحذاء، قراءة عليهم، قالوا: أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر بن النحاس التيملي، قراءة عليه في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي، حدثنا عباد بن أحمد، حدثني عمي، عن أبيه، عن عمرو بن قيس، عن عطية، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ثلاثة يوم القيامة على كثبان المسك، لا يحزنهم الفزع الأكبر ولا يكترثون للحساب، رجل قرأ القرآن محتسبا ثم أمر به قوما محتسبا، ومملوك أدى حق الله وحق مواليه "
مخ ۲۱
(21) -[21] أخبرنا محمد، إجازة، قال: أخبرنا محمد بن علي بن عبد الرحمن، وأحمد بن محمد بن إبراهيم العباسي، مولاهم، ومحمد، ومحمد، أنبا محمد بن عيسى بن حازم، قالوا: حدثنا محمد بن الحسين السلمي، قال: ثنا علي بن العباس المقانعي، قال: ثنا بكار بن أحمد بن اليسع الهمداني، ثنا نصر بن حازم، عن حسين بن عبد الله، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: دخل ملك الموت على سليمان بن داود فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم إليه النظر، فلما خرج قال الرجل لسليمان: من هذا؟ قال: هذا ملك الموت، قال: لقد رأيته يديم النظر إلي كأنه يريدني، قال: فما تريد؟ قال: أريد أن تحملني الريح حتى تلقيني بالهند، قال: فدعا سليمان بالريح فحمله عليها فألقته بالهند، ثم أتى ملك الموت سليمان فقال: إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي، قال: كنت أعجب منه، كنت أمرت أن أقبض روحه بالهند وهو عندك الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني الكاتب، مولده في صفر سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
مخ ۲۳