5-الاجتهاد في معنى صفة: " وجه الله عز وجل ": فقد اجتهد الصحابة والتابعون في تفسير قوله تعالى: { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم } ( 115: البقرة ) فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته ويذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك ويتأول الآية(¬1) { فأينما تولوا فثم وجه الله } . ( 115: البقرة ).
ونقل ابن كثير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: { فأينما تولوا فثم وجه الله } ( 115: البقرة ) أن معناه: قبلة الله، أينما توجهت شرقا أو غربا، وقال مجاهد: فأينما تولوا فثم وجه الله: حيث ما كنتم فلكم قبلة تستقبلونها الكعبة (¬2).
وكما اختلف الصحابة في معنى الوجه في الآية الكريمة، اختلف من بعدهم التابعون، قال الترمذي: ويروى عن مجاهد في هذه الآية، { فأينما تولوا فثم وجه الله } ( 115: البقرة ) قال: فثم قبلة الله، وقال حدثنا بذلك أبو كريب، حدثنا وكيع عن النضر بن عربي عن مجاهد بهذا (¬3).
ونقل عن طائفة أخرى منهم عامر بن ربيعة عن أبيه الصحابي، وعن حماد عن إبراهيم النخعي أن الوجه هنا بمعنى القبلة (¬4).
ونقل الرأي الثاني: أن " فثم وجه الله " أي: فثم الله تبارك وتعالى، وقال آخرون: عني بالوجه ذا الوجه (¬5)
وظاهر من هذا الخلاف أن منهم من حملها على الحقيقة ومنهم من حملها على المجاز ثم اختلفوا في تأويلها على آراء.
مخ ۲۴