المشعر الأول (في أن صفاته تعالى عين ذاته) (118) إن صفاته تعالى عين ذاته تعالى لا كما يقول الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري من إثبات تعددها في الوجود ليلزم تعدد القدماء تعالى عن ذلك علوا كبيرا. ولا كما يقوله المعتزلة وتبعهم الآخرون من أهل البحث والتدقيق من نفي مفهوماتها رأسا وإثبات آثارها وجعل الذات نائبة منابها كما في أصل الوجود عند بعضهم كصاحب حواشي التجريد بل على نحو يعلمه الراسخون في العلم من أن وجوده تعالى الذي هو عين حقيقته هو بعينه مصداق صفاته الكمالية ومظهر نعوته الجمالية والجلالية. فهي على كثرتها وتعددها موجودة بوجود واحد من غير لزوم كثرة وانفعال وقبول وفعل. فكما أن وجود الممكن عندنا موجود بالذات والماهية موجودة بعين هذا الوجود بالعرض لكونه مصداقا لها فكذلك الحكم في موجودية صفاته تعالى بوجود ذاته المقدس إلا أن الواجب لا ماهية له.
مخ ۱۰۷