فر إلى «حران» فأقام بها نيفا وعشرين يوما، ومضى منهزما حتى مر بقنسرين و«عبد الله بن علي» متبع له، ثم هرب مروان إلى «حمص» فأقام بها يومين أو ثلاثة، ثم شخص منها وهو مرعوب منهزم، ومضى حتى مر بدمشق وتركها حتى قدم «فلسطين» وتابع فراره حتى وصل إلى مصر. (1-5) مطاردته في مصر
وجاء كتاب «أبي العباس» يأمر بتوجيه «صالح بن علي» في طلب «مروان»، فسار صالح بن علي في ذي القعدة حتى نزل بالرملة، وسار «صالح» بجيشه حتى نزل ساحل البحر، وتجهز يريد «مروان» الهارب بالفرماء حتى نزل صالح «بالعريش»، فلما علم مروان بذلك أحرق ما كان حوله من علف وطعام وهرب؛ قالوا: «ومضى صالح بن علي فنزل النيل، ثم سار حتى نزل الصعيد، وبلغه أن خيلا لمروان بالساحل يحرقون الأعلاف، فوجه إليهم قوادا؛ فأخذوا رجالا فقدموا بهم على «صالح» - وهو بالفسطاط - فعبر مروان النيل وقطع الجسر وحرق ما حوله، ومضى صالح يتبعه فالتقى - هو وخيل لمروان - على النيل فاقتتلوا، فهزمهم صالح. وهكذا ظل يطارده «صالح» حتى اهتدى إلى مكانه الذي لجأ إليه في كنيسة «بوصير». (1-6) خاتمة مروان: كيف صرع
قالوا: فوافوهم في آخر الليل ، فهرب الجند، وخرج إليهم «مروان» - في نفر يسير - فأحاطوا به.
قالوا: وطعنه رجل من أهل البصرة، وهو لا يعرفه فصرعه فصاح صائح: «صرع أمير المؤمنين».
وابتدروه فسبق إليه رجل من أهل الكوفة كان يبيع الرمان فاحتز رأسه! •••
وهنا يروي لنا بعض المؤرخين رواية أقرب إلى القصص والخيال - وإن كانت غير مستحيلة الوقوع - فيقول: إنهم لما أحضروا رأسه قدام صالح بن علي أمر أن ينفض فانقطع لسانه فأخذه هر وأرسله صالح إلى السفاح وقال:
قد فتح الله الله مصر عنوة بكم
وأهلك الفاجر الجعدي إذ ظلما
وذاك مقوله هر يجرره
وكان ربك من ذي الكفر منتقما
ناپیژندل شوی مخ