فقالت: «يا أمير المؤمنين، أبقي من الدنيا شيء تتمناه؟»
قال: «أعلمتك.»
فرفعت الستر وقالت: «هذه حبابة.» وقامت وتركتها عنده فحظيت سعدة عنده وأكرمها!
وقال يوما، وقد طرب بغناء حبابة: «دعوني أطير.» وأهوى ليطير.
فقالت: «يا أمير المؤمنين، إن لنا فيك حاجة!» فقال: «والله لأطيرن.» فقالت: «فعلى من تدع الأمة والملك؟» قال لها: «عليك والله.» وقبل يدها، فخرج بعض خدمه وهو يقول: «سخنت عينك ما أسخفك!»
قالوا: «وخرجت معه إلى ناحية الأردن يتنزهان، فرماها بحبة عنب فاستقبلتها بفيها فدخلت حلقها، فشرقت بها وماتت، فتركها ثلاثة أيام لا يدفنها؛ حتى نتنت وهو يشمها وينظر إليها ويبكي، فلما دفنت بقي بعدها خمسة عشر يوما ومات، ودفن إلى جانبها!» (8-2) مؤدب الوليد
قالوا: «وكان عبد الصمد بن عبد الأعلى مؤدبا للوليد، وكان زنديقا فحمل الوليد على الشراب والاستخفاف بدينه.» (8-3) ندمان الوليد
قالوا: «ولما ولي الوليد لم يزدد من الذي كان فيه - من اللهو والركوب للصيد وشرب الخمر ومنادمة الفساق - إلا تماديا.»
وإذا صدق القائل:
عن المرء لا تسأل، وسل عن قرينه
ناپیژندل شوی مخ