قالوا: «وكان يشد عليهم فينكشفون عنه ويفرون من أمامه، ثم إنهم أحاطوا به إحاطة.»
قالوا: وأقبل إلى الحسين غلام من أهله فأخذته أخته زينب ابنة علي لتحبسه فقال لها الحسين: «احبسيه.»
فأبى الغلام، وجاء يشتد إلى الحسين فقام إلى جنبه وقد أهوى أحدهم إلى الحسين بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها إلا الجلدة فإذا يده معلقة، فنادى الغلام: «يا أمتاه!» فأخذه الحسين فضمه إلى صدره وقال: «يا ابن أخي، اصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين.»
كيف صرع الحسين (رواية شاهد عيان)
قال حميد بن مسلم: كانت عليه جبة من خز، وكان معتما، وكان مخصوبا بالوسمة.
وسمعته يقول وهو يقاتل على رجليه قتال الفارس الشجاع: «أعلى قتلي تحاثون؟ أما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله أسخط عليكم لقتله مني.»
قال: «ولقد مكث طويلا من النهار ولو شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا، ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض ويحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء.»
قال: فنادى شمر في الناس: «ويحكم! ماذا تنظرون بالرجل؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم.»
فحملوا عليه من كل جانب فضربت كفه اليسرى ضربة، وضرب على عاتقه ثم انصرفوا وهو ينوء ويكبو، وحمل عليه رجل فطعنه بالرمح فوقع، وتعاورته الرماح ووطئته الخيل.
قالوا: «فوجدوا بالحسين ثلاثا وثلاثين طعنة وأربعا وثلاثين ضربة، ثم سلبوا ما كان عليه، ومال الناس على الأسلاب والحلل والإبل فانتهبوها.»
ناپیژندل شوی مخ