ونام عنها، تولى رعيها الأسد
لقد كان عبد الله بن الزبير شجاعا مقداما لا يهاب الموت، ولكن ماذا تجديه الشجاعة أمام الدهاء السياسي والحيل العجيبة التي كان يلجأ إليها أعداؤه؟
والرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول، وهي المحل الثاني (4) حصار مكة
حاصرت جنود يزيد مكة وقذفت الكعبة بالحجارة والصخور ثم أحرقتها وحطمت الحجر الأسود، ومات يزيد فاضطر جنوده - بقيادة الحصين - إلى الرجوع إلى بلادهم مدة من الزمن، حتى إذا انقضت الفوضى وقمعت الاضطرابات وأخضع عبد الملك البلاد إخضاعا وجه الحجاج إلى مكة لمحاصرة عبد الله بن الزبير ففعل.
قال العلامة دوزي : «ذهب الحجاج إلى تلك البقاع المقدسة وحاصر المدينة
4
وطفق يرمي الكعبة بالصخور والحجارة ليدكها دكا.
وبينما كان يقذفها بالنار - ذات يوم - هبت عاصفة شديدة فأحرقت النار اثني عشر جنديا.» قال: فرأى الجيش في ذلك عقابا من الله على انتهاك حرمة ذلك المكان المقدس فأحجم رجال الحجاج وكفوا عن ذلك. وثمة اغتاظ الحجاج وخلع بعض ملابسه وتقدم من المنجنيق فأخذ بيده حجرا ووضعه فيه ثم أطلقه بعد ذلك وهو يقول: «لقد أخطأتم الفهم، فليس معنى ما حدث هو ما دار بإخلادكم. ألا إنني جد خبير بطبيعة هذه البلاد التي نشأت فيها وربيت، ولكم رأيت لهذه العاصفة من أشباه!»
قال: «وظل يشدد الحصار عليها عدة أشهر حتى فتحها بعد أن قتل عبد الله بن الزبير سنة 932م.» •••
ناپیژندل شوی مخ