129

کتاب المسالک والممالک

كتاب المسالك والممالك

خپرندوی

دار الغرب الإسلامي

ژانرونه

جغرافیه
نصر، فصار إليهم بجنوده وغشى ديارهم وصاح بهم صائح من الهواء وقد استعدّوا لحربه، فعمّ الصوت أسماعهم [طويل]:
سيغلب قوم غالبوا الله جهرة ... وإن كايدوه كان أقوى وأكيدا
كذلك يضلّ الله من كان قلبه «١» ... مريضا ومن والى النفاق وألحدا
فعلموا أن الأمر نازل بهم فانفضّت جموعهم وحصدهم السيف أجمعين.
يقول الله ﷿ فيهم: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ
«٢» .
[ذكر من كان بين عيسى ومحمّد ﷺ -]
١٨٥ وممّن كان في الفترة بين عيسى ومحمّد ﷺ جرجس، وهو من أهل فلسطين، وبعث إلى ملك الموصل يدعوه إلى الإسلام، فقتله بالعذاب مرّات وأحياه الله ﷿ آية لهم وعبرة، ونشره قطعا ورماه إلى الأسد الضارية فخضعت الأسد برءوسها وظلّ يومه كذلك. فلمّا أدركه الليل جمع أوصاله وردّ روحه، ثمّ أقبل عليهم اليوم الثاني يعظهم ويغلّظ عليهم، فلمّا استمرّوا في عتوّهم وكفرهم بعث الله عليهم نارا فأحرقتهم عن آخرهم.
١٨٦ وممّن كان في الفترة الذين حكى الله ﷿ عنهم في قوله: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ
الآية «٣» . وأسماؤهم صادق وصدوق والثالث شلوم- الثالث بطرس بالرومية وبالسريانية شمعون وبالعربية سمعان. وقد سمّى الاثنين أيضا بالرومية فقيل بطرس وبولس، وقيل يرما

1 / 142