ويقول أهل الكتاب: إن أول جزو [جزء] خلق من الأرض الصخرة، وإن آدم ﵇ هنالك خلق. وإن ماء الطوفان تجافى عن موضع الصخرة، وإنه أول مذبح كان بعد الطوفان.
وإن الله تعالى قد كان أمر إبراهيم ﵇ بالصلاة في هذا الموضع. ولم يزل الموضع شريفا يخص الله ﷿ بمعرفته أولياءه إلى أن دخل بنو إسرائيل الشام من مصر.
فلما تمكنوا وظهر الإيمان بالله وعظم أمرهم، ورأوا سائر أهل الأرض بملوك، وأحبوا أن يكون لهم ملك يجمعهم. وإنما كان يسوسهم رؤساؤهم على غير سبيل الملك. وكان النبي في ذلك الوقت شمويل. فسأل الباري ﷿، أن يملك عليهم ملكا منهم يجمع أمرهم وأن يعرفه به. فأوحى الله إليه: اجمع القوم، فأطولهم قدرا هو ملكهم. وكان طالوت الذي ذكره الله في الكتاب أمد بني إسرائيل قامة. فكان أطولهم يلحق منكبه. فلما طلب للملك هرب ورعا فيه وكراهية لحمل ثقل الملك. فقدّمه النبي مكرها فملكه عليهم، فأقام مدة ثم هلك «١٢٦» .
1 / 75