دمياط
قال الحسن بن محمد المهلّبي: ومن طريف أمر دمياط وتنيّس أنّ الحاكة «٣٨» بها الذين يعملون هذه الثياب الرفيعة قبط من سفلة الناس وأوضعهم وأخسهم مطعما ومشريا، وأكثر أكلهم السمك المملوح والطريّ والصّير «٣٩» المنتن، وأكثرهم يأكل ولا يغسل يده ثم يعود إلى تلك الثياب الرفيعة الجليلة القدر فيبطش بها ويعمل في غزولها ثم ينقطع الثوب، فلا يشك مقلّبه للابتياع أنه قد بخّر بالندّ «٤٠» .
قال: ومن طريف أمر دمياط في قبليها على الخليج مستعمل فيه غرف تعرف بالمعامل، يستأجرها الحاكة لعمل ثياب الشرب فلا تكاد تنجب إلا بها، فإن عمل بها ثوب وبقي منه شبر ونقل إلى غير هذه المعامل علم بذلك السمسار المبتاع للثوب، فينقص من ثمنه لاختلاف جوهر الثوب عليه «٤١» .
1 / 33