بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيد المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما
أما بعد
فإن سائلا سألني عن السبب الموجب لترك الجهر بقراءة ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ في أول الفاتحة وغيرها من سور القرآن في الصلوات بعد أن كنت أجهر بها
فكان الجواب أنني لما نشأت كنت على مذهب أخذته تقليدا إذ الصبي يكون مذهبه قبل التمييز مذهب أبويه وأهل بلده فكنت على ذلك حينا أعتقد صحتة جهلا مني بطرق الأحاديث التي هي المرقاة المتوصل بها إلى معرفة ذلك فلما رزقني الله تعالى من العلوم أجلها وأنفعها عاجلا وآجلا دعاني ذلك إلى تناول الصحيح مما ينقل عن
1 / 19
صاحب الشريعة ويترك ما سواه وذلك أني تتبعت هذه المسألة وأحاديثها للفريقين فلم أجد في الجهر في الصلاة حديثا صحيحا يعتمد عليه أهل النقل ولا أخرج منها في الكتابين الصحيحين الذين أجمع المسلمون على صحة ما أخرج فيهما حرف واحد يدل على أن النبي ﷺ جهر بها في الصلاة ووجدت الأحاديث الصحاح في ترك الجهر بها مخرجة في الكتابين وغيرهما من السنن المصنفة في الشريعة ثم إجماع الفقهاء على هذا الفعل وإنما جهر بها من
1 / 20
الأئمة المقتدى بهم الإمام أبو عبد الله محمد بن إردريس الشافعي ﵁ وقوم ممن لا يعد الفقهاء خلافهم خلافا فكان ذلك هو السبب الذي دعاني إلى هذا الفعل
قال السائل: فإن جماعة من أهل النقل ممن يعرف بالحفظ والتقدم فيه يجهر بها.
قلت لا يخلو المحدث الجاهر بها من أحد قسمين إما أن يكون عَلم من النقد ما عَلم الحفاظ الأئمة المتقدمون من الصحيح والسقيم والمتصل والمنفصل والمرسل والمسند والمعدل
1 / 21
والمجروح وما يتعلق بأنواع الحديث التي جعلت سببا إلى معرفة الحديث أوْ لا، فإن كان الرجل ممن عرف هذا كله وجهر بها فإنه متبع هواه مخالف للسنة وإن كان ممن وقع عليه الإسم مجازا فعذره عذر المقلد في هذا النوع ورضي بأن يقال سبق إلحاح
واعلم أن كل حديث جهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة وقنت في صلاة الصبح بالدعاء الذي علمه رسول الله ﷺ للحسن بن علي ﵁ في الوتر وتشهد بتشهد عبد الله بن عباس وما أشبه ذلك من المسائل التي صح النقل بخلافها أو كان غيرها أولى وأرجح عند أهل الصنعة من الأخذ فإنه داخل في هذين القسمين [التي] تقدمت
1 / 22
وأنا بعون الله ومنه أورد في هذه المسألة الحجج التي اعتمد عليها الأئمة من أهل النقل والفقه ليصح لديك جميع ما قدمته إليك والله المسهل لذلك والمعين عليه إنه جواد كريم
ونبدأ في هذه المسألة بالحديث المجمع على صحته عند أهل النقل على إخراجه في الصحيحين للبخاري ومسلم من حديث
1 / 23
أبي الخطاب: قتادة بن دعامة السدوسي البصري عن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري ﵄.
أخبرنا أبو محمد عبد الله الخطيب أخبرنا عبد الله بن محمد بن حبابة قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: سمعت شريح بن يونس يقول سمعت هشيما يقول إذا جاء قتادة في حديث فاتركوا حديث الناس.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفقيه الهروي بها قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاريّ.
وأخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد البندار ببغداد أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص.
وأخبرنا أبو محمد الخطيب الصريفيني أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن أخي ميمي (ح) وأخبرنا ابن النقور أخبرنا الكتاني.
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن محمد بن مخلد بن سليمان قالوا أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا علي بن الجعد الجوهري أخبرنا شعبة وشيبان عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك قال: صليت خلف رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
هذا حديث اتفق البخاري، ومسلم على إخراجه في الكتابين الصحيحين، من حديث أبي بسطام شعبة بن الحجاج عن قتادة. فالبخاري أورده في الصلاة عن حفص بن عمر عن شعبة.
1 / 24
ومسلم أورده عن أبي موسى محمد بن المثنى ومحمد بن بشار البصريين عن محمد بن جعفر غندر عن شعبة
وعن أبي موسى وحده عن أبي داود الطيالسي عن شعبة ولفظ غندر لم يكونوا يستفتحون القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم وكذلك أبو داود سليمان بن داود الطيالسي
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأديب بنيسابور أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله إجازة حدثنا أبو الحسن بن تميم ببغداد حدثنا أبو قلابة الرقاشي حدثني أبي حدثنا حمَّاد بن زَيْد أنه كان إذا حدث عن شعبة قال حدثنا الضخم عن الضخام شعبة الخير أبو بسطام وناهيك بهذه المنقبة من إمام العراق: أبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم ومدحه له وتفخيمه إياه
فقد أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشامي بمكة قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن فراس أخبرني العباس بن قتيبة العسقلاني حدثنا محمد بن يزيد المستملي حدثنا عارم قال: سمعت ابن المبارك يقول:
أيها الطالب علما ... إيت حمَّاد بن زَيْد
1 / 25
فخذ العلم برفق ... ثم قيده بقيد
ولعل قائلا يقول: إني في تصحيحي هذا الحديث من هذا الطريق مقلد للبخاري ومسلم لأنهما أخرجاه وليس كذلك على أنهما بمنزلة من نقلد ولكني صححته من الوجه الذي صححاه وذلك أن هذا حديث رواه عن النبي ﷺ جماعة من الصحابة ووافقوا أنس بن مالك على هذا اللفظ.
1 / 26
منهم رجلان: عبد الله بن مغفل وأبو هريرة.
1 / 27
أما حديث عبد الله بن مغفل:
فأخبرناه القاضي أبو عامر محمد بن القاسم الأزدي بهراة،
1 / 38
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجرحي المروزي قدم علينا أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا أحمد بن منيع حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا الجريري عن قيس بن عباية عن ابن عبد الله بن مغفل قال سمعني أبي وأنا أقول بسم الله الرحمن الرحيم فقال أي بني إياك والحدث قال: " ولم أر أحدا من أصحاب رسول الله ﷺ أبغض إليه الحدث في الإسلام يعني منه قال وقد صليت مع النبي ﷺ ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها فلا تقولها إذا أنت صليت فقل ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ .
قال الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي غيرهم ومن بعدهم من التابعين.
1 / 39
وأما حديث أبي هريرة:
فأخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين
1 / 40
المؤدب أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم القطان أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه صاحب السنن حدثنا نصر بن علي الجهضمي وبكر بن خلف وعقبة بن مكرم قالوا حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا بشر بن رافع عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة عن أبي هريرة أن النبي ﷺ كان يفتتح القراءة بـ ﴿الحمد لله رب العالمين﴾
ثم أقول: رواه عن أنس بن مالك جماعة من التابعين غير قتادة
منهم ثابت بن أسلم البناني
أخبرنا عبد الله بن محمد الخطيب أخبرنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثني أحمد بن منصور وغيره حدثنا الأحوص بن جواب حدثنا عمار بن زريق عن الأعمش عن شُعْبة عن ثابت بن أنس قال صليت مع النبي ﷺ ومع أبي بكر وعمر ﵃ فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم
1 / 41
وهذا الحديث لا يعلل به حديث شعبة عن قتادة عن أنس فيحتمل أن يكون الحديث عنده عنهما وفرق بينهما في الرواية لاختلاف العبارة وقد جمع بينهما في هذا الحديث حمَّاد بن سَلَمة فصح بذلك ما قلناه.
أخبرنا بحديثه أبو القاسم إسماعيل بن موسى بن عبد الله الساري أخبرنا اليسري أخبرنا أبو عمرو.
وحدثنا ابن مخلد كذا في حاشية الأصل بخط أبي نصر الأصبهاني "بفرخك" أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حمَّاد بن سلمة عن قتادة وثابت عن أنس أن رسول الله ﷺ وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة بـ ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ .
ومنهم الحسن بن أبي الحسن البصري:
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطيار بأصبهان أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله أخبرنا عبد الله محمد بن مخلد حدثنا حفص بن عمرو الربالي حدثنا حماد بن مسعدة عن
1 / 42
أشعث عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ كان يفتتح القراءة بـ ﴿الحمد لله رب العالمين﴾
ورواه سالم الخياط عن الحسن أتم من هذا.
أخبرنا أبو الفتح المطهر بن أحمد البيع أخبرنا علي بن منده أخبرنا أبو عمرو بن حكيم حدثنا أبو أمية الطرسوسي حدثنا عبد بن موسى حدثنا سالم الخياط عن الحسن عن أنس قال صليت مع النبي ﷺ سنتين ومع أبي بكر وعمر فلم أسمعهم يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم.
ومنهم محمد بن سيرين:
أخبرنا أبو طالب بن سعد بن منصور ولاد الأصبهاني أخبرنا أبو الحسن علي بن ميلة الفقيه أخبرنا أبو عمرو بن حكيم أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي حدثنا سليمان بن عبد الله الرقي حدثنا مخلد عن هشام عن ابن سيرين والحسن عن أنس بن مالك قال كان رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر يستفتحون بـ ﴿الحمد لله رب العاليمن﴾
ومنهم داود بن أبي هند:
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن الخوافي - قدم علينا بنيسابور من خواف - أخبرنا محمد بن عبد الله بن يوسف بن
1 / 43
باهويه أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسن القطان حدثنا أبو الجهم عبد الرحمن بن المنذر عن جده: محمد بن المنذر حدثنا علي بن ظبيان الجنى عن داود بن أبي هند عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان يخفون بسم الله الرحمن الرحيم.
ومنهم أبو نعامه الحنفي:
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الشيرازي أخبرنا أبو طاهر محمد بن يحمش الزيادي حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان حدثنا علي بن الحسين بن أبي عيسى حدثنا عبد الله بن الوليد عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي نعامة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر لا يقرون - يعني لا يجهرون - ببسم الله الرحمن الرحيم.
فقد ثبت بما أوردناه صحة هذا الحديث عن أنس ولولا كراهية التطويل لأوردت طرقه عن أنس بالتمام وطرق من رواه عن كل واحد منهم ولكني اختصرت على إيراده من حديث هؤلاء الخمسة
1 / 44
الكبار الثقات من أصحاب أنس متابعة لقتادة على روايته المخرجة في الصحيحين.
ثم أقول: رواه عن قتادة غير شعبة شيبان المقدم ذكرهما جماعة من الأئمة نذكر من أجلائهم المجمع على أمانته خمسة.
فنبدأ بأبي بكر أيوب بن أبي تميمة السختياني تابعي سمع من أنس غير هذا الحديث وحدث بهذا الحديث عن قتادة
أخبرناه محمد بن الحسين أخبرنا القاسم بن أبي المنذر أخبرنا علي بن إبراهيم القطان قال: أخبرنا محمد بن يزيد حدثنا محمد بن الصباح أخبرنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن قتادة عن أنس بن مالك.
قال محمد بن بن يزيد وحدثنا جبارة بن المغلس حدثنا أبو عوانة عن قَتَادة عن أَنَس بن مالك قال كان رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر يفتتحون القراءة بـ ﴿الحمد لله رب العالين﴾ . هكذا أورده في السن ولم يبين اللفظ لمن هو فأوردته كذلك وقد تقدم في ترجمة ثابت رواية حمَّاد بن سَلَمة لهذا الحديث عن قَتَادة فيكون ثلاثة من الأئمة والرابع أبو بكر هشام بن سَنْبَر الدستوائي.
وأخبرنا بحديثه أبو علي علي بن أحمد بن علي السقطي بالبصرة أخبرنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام عن قَتَادة عن [أَنَس] أن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون
1 / 45
القراءة بـ ﴿الحمد لله رب العالمين﴾
والخامس إمام الشام: أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي:
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد العدل النيسابوري بها أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ حدثنا عيسى بن أحمد حدثنا بشر بن بكير حدثني الأوزاعي قال كتب إلي قتادة قال حدثني أنس بن مالك أنه صلى خلف رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان وكانوا يفتتحون بـ ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها. أخرجه مسلم في صحيحه من هذا الطريق عن محمد بن مهران عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي.
* واعلم أن هؤلاء الأئمة الذين قدمت ذكرهم من قواعد الصحيح إلا أن الشيخين لم يخرجا هذا الحديث من روايتهم عن قتادة وإنما اعتمدوا على طريق شعبة وعلى طريق الأوزاعي والسبب أن قتادة كان يدلس ولم يكن أحد يمكنه أن يسأله عما سمع مما لم يسمع إلا شعبة
وله في ذلك حكايات يعرفها أهل النقل منها:
ما أخبرنا أبو محمد الخطيب حدثنا عبد الله بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أحمد بن إبراهيم - يعني الدورقي - حدثنا أبوداود، حدثنا شعبة قال: كنت أنظر إلى فم قتادة إذا حدث، فإذا حدث ما قد سمع، قال: حدثنا سعيد بن المسيب، وحدثنا أنس، وحدثنا مطرف.
1 / 46
فإذا حدث بما لم يسمع، قال: حدث سليمان بن يسار، وحدث أبوقلابة به.
وأخبرنا أحمد بن علي الأديب، أخبرنا الحاكم أبوعبد الله إجازة، حدثنا محمد بن صالح بن هاني، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا رجاء الحافظ المروزي، حدثنا النضر بن شميل. قال: سمعت شعبة يقول: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبي إسحاق، وقتادة.
وأخبرنا أبوالفضل الصرام، أخبرنا أبونعيم الإسفرائيني، حدثنا أبوعوانة حدثنا نصر بن مرزوق، حدثنا أسد بن موسى، قال: سمعت شعبة يقول: كان همي من الدنيا شفتي قتادة، فإذا قال: سمعت كتبت؛ وإذا قال: قال تركت.
وأما هذا الحديث، فقد سأل قتادة عنه.
أخبرنا بذلك أبو القاسم إسماعيل بن عبد الله الساوي، أخبرنا أبو سعيد الصيرفي أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا أبو داود الطيالسي، أخبرنا شعبة عن قَتَادة [عن أَنَس] أن النبي ﷺ وسلم وأبا بكر وعمر كانوا لا يستفتحون القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم قال شعبة قلت لقتادة أسمعته من أنس قال نعم نحن سألناه عنه وكذلك رواه أبو موسى عن أبي داود.
1 / 47
أخبرنا المبارك بن عبد الجبار أخبرنا علي بن أحمد بن علي الغالي أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خَرْبان النهاوندي أخبرنا أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي في كتاب الفاصل أخبرنا عبد الله بن علي أخبرنا أبو موسى أخبرنا أبو داود أخبرنا شعبة عن قَتَادة عن أَنَس قال: صليت خلف رسول الله ﷺ وخلف أبي بكر وعمر وخلف عثمان فلم يكونوا يستفتحون بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم قال شعبة قلت لقتادة أسمعته من أنس قال نعم.
نحن علونا في الأول فكأنا سمعنا الثالث من النهاوندي عن المصنف فلما علم الأئمة من إحتياط شعبة في الحديث وأخذه عن المدلس ما سمع وتركه مالم يسمع أخرجوا هذا لاحديث من طريقه واقتصروا فيه عليه وأما إخراج مسلم لهذا الحديث من طريق الأوزاعي عن قتادة فإنه قال في كتابه إليه: حدثني أنس بن مالك فزال بذاك تهمة التدليس وقد روى هذا الحديث عن شعبة غير أبي الحسن علي بن الجعد بن علي بن عبيد الجوهري جماعة من خلق الله يطول شرحهم وبمثل ما أوضحت لك من إيراد الحديث بالمتابعات لكل راوي يصحح الحديث. فاعلم ذلك.
1 / 48