عن مشروع تقسيم فلسطين
إن الخطر من تقسم فلسطين لا يقل عن خطر الهجرة، ولا يتفق مع ما أعلنته إنجلترا من «أن الهدف الذي سعت إلى تحقيقه عندما خاضت في الشرق غمار الحرب هو تحرير شعوبه، وإقامة حكومات وإدارات وطنية، تستمد سلطتها من السكان الوطنيين، وتسير وفق رغباتهم الحرة.»
كما لا يتفق مع ما أعلنته من «أن خير الشعوب وتقدمها أمانة مقدسة في عنق المدنية.»
ويخلق من فلسطين دولتين متجاورتين متعاديتين، فضلا عن عدم تصور إمكان المبادلة بين الممتلكات والسكان والأماكن المقدسة من مساجد ومعابد، ومقابر. يضاف إلى هذا أن التقسيم المفروض يحرم العرب من ممتلكاتهم، وهي جل ثروتهم في المنطقة التي يراد إعطاؤها لليهود، وتسد المنافذ على العرب من جهة البحر. يضاف إلى هذا أنه ليس لليهود شيء يذكر من الممتلكات أو السكان في المنطقة الجبلية الجرداء، التي يراد تركها للعرب.
وفوق ما تقدم فإن العرب لا يعترفون بشرعية تصريح بلفور. حتى ولو كان الغرض منه إنشاء وطن قومي روحي لليهود، فكيف يمكنهم الرضا بانتزاع أخصب بقاع وطنهم من أيديهم، ووضعهم في بقاع جبلية، لا خير فيها، فينتهي حالهم بالجوع، فالفناء.
لهذا قرر المؤتمر:
أولا:
اعتبار تصريح بفور باطلا من أساسه، ولا قيمة له في نظر العرب والمسلمين.
ثانيا:
ضرورة منع هجرة اليهود لفلسطين من الآن منعا باتا.
ناپیژندل شوی مخ