رئيس أركان حرب، ومستر أدونوفان
Mr. O’Donovan
مكاتب جريدة ديلي نيوز. فلما قرأتها جميعها من أولها إلى آخرها بعناية تامة ألفيتها مفزعة محزنة، فقد أطنب كلاهما في وصف الشقاق الذي كانت حلقاته مستحكمة بين الجنرال هكس وعلاء الدين باشا، وحمل فركهار على رئيسه بشيء من العنف لزلاته العسكرية، واستشعر الاثنان بالكارثة التي حلت. ولام فركهار رئيسه، وعنفه تعنيفا مرا لتقدمه بقوة ساءت حالتها وروحها المعنوي حتى بلغت مبلغا يؤدي بها من غير نزاع إلى نزول كارثة. ا.ه.
ومن الأمور الطبيعية التي لا تحتاج إلى جدال أن الجيش الذي يكون مسوقا إلى هلاك محقق بالعطش، وبما سينزله به عدوه، تحت إمرة رؤساء أضاعوا كل ثقته بهم لقيادتهم له إلى موارد الحتوف والهلكة، لا يمكن أن يكون روحه في مستوى عال.
وقد وجهت أسئلة في مجلس النواب البريطاني بصدد البرقيات التي تبادلها السير إ. مالت والجنرال هكس، فطلب الإرل جرانفيل من السير إ. بارنج أن يوافيه بها. وفعلا أرسلها مع رسالة مؤرخة في 20 فبراير سنة 1884، وصلت إلى لندرة في 20 مارس من هذه السنة، وهي منشورة مع البرقيات المذكورة في الجزء 12 من الكتاب الأزرق الإنجليزي عن مصر عام 1884، تحت رقم 197.
ومن هذه البرقيات يتبين بوضوح تام ما حدث بصدد استدعاء سليمان نيازي باشا، وتعيين الجنرال هكس قائدا عاما لجيش السودان، وتفويضه سلطة التصرف حسبما يهوى ويشاء. وهي أيضا تثبت بكيفية قاطعة تدخل قنصل بريطانيا العام في هذه المسألة، وتبين كيف استغل هذا القنصل ما لمركزه من نفوذ وجاه في بلوغ مآربه.
وإليك بعضا من هذه البرقيات، وهي التي لها علاقة بتلك المسألة:
ملحق رقم 197: من الجنرال هكس إلى سير إ. مالت (1)
الخرطوم في 13 مارس سنة 1883
إن الحاجة ماسة كثيرا للحصول على قرار من مصر يبين فيه بدقة مركز الحكمدار الذي تعين حديثا ومركز عبد القادر باشا. فالآن يسود الإدارة ارتباك شديد وفقدان للثقة إلى أقصى حد مع رواج في سوق الدسائس حتى ليرتج علي إذا ألقي علي هذا السؤال: هل الانتصاران اللذان أحرزناهما على الثوار يجزيان عن الفوضى الضاربة بجرانها بين ظهرانينا بسبب سفر عبد القادر باشا قبل مجيء خلفه؟ فأرجوكم عمل ما يلزم لإرسال أمر حاسم في هذا الموضوع؛ إذ أراني والحالة هذه مكتوف اليدين، لا أستطيع أن أجد معاونة فعلية، ولا أظفر بمعلومات وافية.
ناپیژندل شوی مخ