216

مسایل او ځوابونه

المسائل والأجوبة لابن قتيبة

پوهندوی

مروان العطية - محسن خرابة

خپرندوی

دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

ژانرونه

قالوا: العربُ تجعلُ ما بعدَ القولِ مرفوعًا على الحكايَةِ فتقولُ: قُلْتُ: عبدُ اللهِ ذاهبٌ، وقلت: إنك قائمٌ. هذا في جميع القولِ إلا في "أتقولُ" وحدَها مع حرف الاستفهام، فإنهم يُنْزِلونَها منزلةَ "أَتظُنُّ" فيقولونَ: أتقول أنك خارج؟ ومتى تقولُ أن عبدَ الله منطلقٌ؟ (١) وأنشد: أمّا الرحيلُ فدونَ بعدِ غدٍ ... فمتى تقولُ الدارَ تجمعنا (٢) بنصبِ الدارِ كأنّهُ قالَ: فمتى تظن الدارَ تجمعنا. وهذا مذهبُ أكثرِ العربِ فيما جاءَ بعدَ القولِ. قالوا: ومن العربِ قَوْمٌ ينصبونَ ما جاءَ بعدَ القولِ على أيِّ وَجْهٍ كان فيقولون: قلت: إِنّك ذاهبٌ، وقلت: عبد اللهِ منطلقًا (٣)، وهم بنو سُلَيمٍ (٤)، فإذا قرأ قارِيءٌ: ﴿فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ (٥) بنصب أنّا على مذهب هؤلاء في نصب ما جاءَ بعدَ القَوْلِ بإيقاعِ القولِ عليهِ كما تُوْقِعُ الظَّنَّ جعلَ النَّبِيَّ محزونًا لقَولهِمْ: أنّ الله يَعْلَمُ السِّرَّ، والعَلانِيَةَ، ما يُسِرُّون، وما يُعْلِنُونَ، ومن حُزْنِهِ قولُ القائلِ: أن الله يَعْلَمُ السِّرَّ، والعلانيةَ، فهو كمن حَزِنَهُ قَوْلُ آخَرَ أن الله واحِدٌ، وأنّ اللهَ لا شريكَ له، ولا نِدَّ، فكيف يجوز أن يقولَ اللهُ

= بعده مثله ورحل إلى بغداد، فناظر الكسائي وأجازه الرشيد بعشرة آلاف درهم وعاد إلى الأهواز فتوفي بها سنة ٦٨٠ هـ. وفيات الأعيان ٣/ ٤٦٣. (١) انظر سيبويه ١/ ١٢٣، وشرح الكافية ٢/ ٣٤٩. (٢) البيت لعمر بن أبي ربيعة كما في ديوانه ص ٣٩٤، والمقتضب ٢/ ٣٤٩، وسيبويه ١/ ١٢٤. (٣) انظر سيبويه ١/ ١٢٤، وشرح الكافية ٢/ ٢٨٩. (٤) بنو سليم: نسبة إلى سُلَيم بن قطرة بن غنم: جدّ جاهلي. بنوه بطن من شنوءة، من القحطانية. النسبة إليه سلميّ (بضم السين وفتح اللام). وانظر سيبويه ١/ ١٢٤ وشرح الكافية ٢/ ٢٨٩. (٥) سورة يس الآية ٧٦.

1 / 218