============================================================
المسائا المشكلة أبدلوا كما لم يبدلوا (أحووي) و (لووي)، ويدل أيضا على أن العين ياع، وليست بواو قولهم: مخياة. قال سيبويه: أرض محياة ومفعاة: كثيرة الحيات والأفاعي. فأما قوله: الحواء، فالذي نقول فيه: إنه غير مأخوذ من الحية، ولكنه من (حويت). فحمغ الحواء لها في حويته وغيرها، فكما أن (لآل) في بائع اللؤلؤ(1) ليس من لفظ (لؤلق)، كذلك الحواء ليس من الحية، ولكن من (حويت)، الذي هو بمعنى جمعت، ويدل أيضا على أن العين ياء قولهم: حيوة، فظهرت العين ياء.
فأما (الحيوان): فاللام منه ياع لأنه من الحياة، وإنما أبدلت واوا كراهية لاجتماع المثلين، وقد قدمت أن المثلين إذا اجتمعا فأحد ما يخفف به: الإبدال كقوهم: أمليت، وذوائب، كأن المثلين لما احتمعا فلم يكن سبيل إلى الإدغام، لكون الكلمة علي بناء لا ئدغم مثلها.
ولم يجز الإعلال في اللام ولا في العين. أما اللام فلم يجز إعلالها لما كان يلزم من حذفها، وما كان يؤدي إليه من الإلباس لو حذفت، وأما العين فصحت هنا، كما صحت في الجولان والهممان ونحوه.
وما ذكرناه من انقلاب الياء التي يهى لام واوا في الحيوان مذهب الخليل، وسيبويه، ومن رأى أن الجولان، ونحوه شاذ، وأن المطرد الاعتلال نحو: داران، وماهان، فيحب عنده ألا تكون اللام إلا ياء والواو منقلبة عنها، ويدل علي ذلك صحة العين، لأنه إذا حمله على الأكثر، وما يلزم عنده أن يكون عليه الباب كان أولي.
فكان (حيوان) يجب أن تنقلب عينه ألفأ، كما انقلبت في (داران)، لأن الألف والنون لم يخرجاه من شبه الفعل، إذا كانا غير معتد هما، إلا أن اعتلاله هنا لم يلزم لاعتلال اللام بالقلب، فلا يجتمع على الكلمة اعتلالان: والقول عندي في (حيوة) كالقول في (حيوان) في أن الواو فيه منقلبة عن الياء؛ لأنه اسم مختص ليس باسم نوع، فقد وجدنا هذه الأسماء المحتصة ثغير عما يكون عليه الأسماء الأول كقوهم: ثهلل، وموهب، ومورد. وحكم تهلل الادغام، وحكم (1) اللولؤة: الدرة، والجمع: اللولق، واللآلي، وبائعه: لأاء ولأآل، ولألاء قال الفارسي: هو من باب سبطر
مخ ۸۰